Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قيادات طالبان في قصر الرئاسة

قيادات طالبان في قصر الرئاسة

مغادرة الرئيس.. وفرار دوستم وعشرات الجنود الأفغان إلى أوزبكستان

A A
أعلنت حركة «طالبان» أن مسلحيها دخلوا القصر الرئاسي في العاصمة كابل أمس، في الوقت الذي تخلى فيه الرئيس أشرف غني عن كرسي الرئاسة وترك البلاد حقنا للدماء. وأكدت «الحركة» رسميا صحة التقارير بشأن سيطرتها على القصر الرئاسي على حساب «الإمارة الإسلامية» التابع لها في «تويتر».

وأكدت حركة «طالبان» أن مسلحيها دخلوا القصر الرئاسي في العاصمة كابل، بعد فرار الرئيس أشرف غني من البلاد أمس.

وحسب «سي إن إن» الأمريكية نقلا عن مراسلها في كابل فإن مسلحي «طالبان» دخلوا كابل «بسلام».

ولفتت إلى سماع دوي الرصاص في بعض الأماكن دون ورود أنباء عن اشتباكات أو احتشاد القوات الحكومية في مناطق محددة لمنع وصول المسلحين إليها

وكان مقاتلو طالبان قد دخلو العاصمة كابول بعدما سيطروا مساء السبت على مزار شريف، آخر كبرى مدن شمال أفغانستان فيما راجت انباء عن مغادة الرئيس اشرف غني. وفي تطور جديد، صرّح أحد المتحدثين باسم حركة طالبان لشبكة «بي بي سي» الأحد، أن قادة الحركة يريدون تسلم السلطة في أفغانستان «في الأيام المقبلة» عبر انتقال «سلمي».

وقال المتحدث سهيل شاهين الموجود في قطر ضمن وفد يجري مفاوضات مع الحكومة الأفغانية، «في الأيام المقبلة، نريد انتقالاً سلمياً» للسلطة.

وفر عشرات الجنود الأفغان إلى أوزبكستان المجاورة هرباً من الهجوم الخاطف الذي تشنه حركة طالبان، وفق ما ذكرت سلطات طشقند في أمس. بدوره أكد وزير الداخلية الأفغاني عبد الستار ميرزا كوال أمس أن «انتقالاً سلمياً للسلطة إلى حكومة انتقالية» سيجري في أفغانستان، حيث بات مقاتلو طالبان على وشك الاستيلاء الكامل على السلطة في البلاد.

وصرّح ميرزا كوال في رسالة عبر مقطع فيديو أنه «لا ينبغي على الأفغان أن يقلقوا (...) لن يحصل هجوم على مدينة (كابول). وسيجري انتقال سلمي للسلطة إلى حكومة انتقالية».

وأوردت وزارة الخارجية الأوزبكية أن قوات البلاد المتواجدة على الحدود بين البلدين أوقفت 84 جندياً أفغانياً وبدأت محادثات مع السلطات الأفغانية لتنسيق عودتهم إلى بلادهم. وأمنت أوزبكستان للجنود الأفغان المحتجزين الطعام والمسكن المؤقت والرعاية الطبية، بحسب الوزارة. وأشارت طشقند إلى وجود عدد كبير من القوات الحكومية الأفغانية على الجانب الأفغاني من الحدود عند معبر ترميز-هيراتان. وأضاف البيان أنه تم اتخاذ تدابير لتقديم مساعدات إنسانية لهؤلاء الأشخاص»، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. ونقلت وكالة الأنباء الروسية (تاس) عن المتحدث باسم الخارجية الأوزبكية يوسوب كابولجانوف أن المفاوضات حول عودة الجنود تجري مع الحكومة الأفغانية ومع طالبان. ووصل مقاتلو طالبان إلى أبواب العاصمة كابول بعدما سيطروا مساء السبت على مزار شريف، آخر كبرى مدن شمال أفغانستان والتي تبعد حوالى 100 كيلومتر عن أوزبكستان.

وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني زار المدينة قبل ثلاثة أيام لتعبئة قواته.

دوستم الهارب

ولجأ أمير الحرب السابق المارشال عبد الرشيد دستم والحاكم السابق لبلخ عطا محمد نور، وكانا قادا قوات المقاومة المحلية لطالبان في مزار شريف، إلى أوزبكستان، منددين بخيانة الجيش الأفغاني.

وكتب عطا محمد نور في تغريدة «لدي الكثير من القصص التي لم أروها وسأكشف عنها في الوقت المناسب» موضحاً أنه الآن في «مكان آمن». بعد سيطرة حركة طالبان صباح الأحد على مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان، أصبحت العاصمة كابول آخر مدينة كبيرة لا تزال تحت سيطرة الحكومة.

وحاول عناصر من القوات الأفغانية المحرومة من الدعم الأمريكي الحاسم، عدة مرات الفرار إلى دول آسيا الوسطى المجاورة منذ أن شنت حركة طالبان هجومها مع بدء انسحاب القوات الأمريكية وقوات الحلف الأطلسي من البلاد في مايو. في يوليو، عبر ألف جندي أفغاني الحدود إلى طاجيكستان بعد معارك مع طالبان.

استسلموا بسهولة تثير الدهشة

تعهد أمراء الحرب الأفغان الدفاع عن معاقلهم في مواجهة طالبان وسحق المتمردين، لكنهم وعلى غرار القوات الحكومية، استسلموا بسهولة مثيرة للدهشة.

وفيما كان المتمردون يجتاحون شمال البلاد في هجوم خاطف استهدف معقل المناهضين لطالبان في أفغانستان، دعا الرئيس أشرف غني إلى تعبئة وطنية لقوات المليشيات.

ورغم تاريخ غني المتقلب مع أمراء الحرب في أفغانستان، كان الرئيس المحاصر يأمل في أن يتمكنوا من المساعدة في وقف هجوم المتمردين.

في مدينة مزار شريف في شمال البلاد، طلب غني مساعدة الرجل القوي عطا محمد نور وأمير الحرب الأوزبكي عبد الرشيد دوستم، إذ إنهما معروفين بقتالهما المستميت ضد طالبان خلال تسعينات القرن الماضي، كما أنهما بقيا شخصيتين مؤثرتين خلال العقدين الماضيين من الحرب.

في الأيام التي سبقت هزيمتهما، بدا القائدان الأشيبان كأنهما المحاربين القديمين اللذين كانا عليهما خلال سنوات الشباب.

وصرح دوستم للصحافيين الأسبوع الماضي بعد عودته إلى مزار شريف أن «طالبان لم تتعلم إطلاقا من الماضي»، مشيرا إلى مجزرة نفذها مقاتلوه ضد عناصر في الحركة في 2001. وأضاف «أتى مقاتلو طالبان إلى الشمال مرات عدة لكنهم كانوا دائما محاصرين. ليس من السهل عليهم الخروج».

كانت هزيمة مذلة

وجاءت هزيمة نور ودوستم بعد أيام من أسر مقاتلي طالبان في مدينة هرات (غرب) الرجل القوي إسماعيل خان.وكان خان قبيل هزيمته، يبدو كأنه الشخص القوي الذي حكم بقبضة من حديد لعقود، لدرجة أنه لقب ب»أسد هرات». وقال خان الشهر الماضي «نطالب كل القوات الأمنية المتبقية بالمقاومة بشجاعة».

لكن خان أجبر الجمعة على التقاط صور مع مقاتلي طالبان وإجراء مقابلة مع وسيلة إعلامية تابعة للمتمردين.

وبعد كل الوعود الضخمة... كانت النهاية مذلّة.

جونسون يدعو لجتماع طارئ

يعتزم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون دعوة البرلمان المعلق حاليا بسبب العطلة الصيفية لعقد اجتماع طارئ خلال الأسبوع لمناقشة الوضع في أفغانستان حيث باتت حركة طالبان عند أبواب كابول، على ما أفادت وسائل الإعلام البريطانية.

ونقلت وكالة «برس أسوسييشن» وقناة «سكاي نيوز» عن مصدر في رئاسة الوزراء أن محادثات تجري مع رئيس مجلس العموم ليندسي هويل لتحديد اليوم الذي سيُدعى فيه النواب الى الاجتماع، على خلفية دعوات رئيس الحكومة للتدخل إزاء التقدم السريع لطالبان.

روسيا تدعو مجلس الأمن

أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الروسية أمس، أن بلاده تعمل مع دول أخرى لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول أفغانستان. وقال المسؤول زامير زابولوف في تصريح لوكالات أنباء روسية «نعمل على ذلك»، مؤكداً أن اجتماعاً سيُعقد قريباً.

وروسيا هي إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين..

غني يطلب الحفاظ على القانون والنظام في كابول

طلب الرئيس الأفغاني أشرف غني من قوات الأمن ضمان «سلامة جميع المواطنين» والحفاظ على النظام العام في كابول، في وقت بات مقاتلو طالبان على وشك الاستيلاء على السلطة في أفغانستان.

وقال الرئيس في رسالة عبر مقطع فيديو أُرسل إلى الصحافة «أمرت قوات الأمن بضمان سلامة جميع مواطنينا. إنها مسؤوليتنا وسنفعل ذلك بأفضل طريقة ممكنة. سيتمّ التعامل بالقوة مع أي جهة تفكر في إثارة الفوضى أو النهب».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store