Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد الظفيري

حربك مع حاقد.. خسارة

A A
عندما تأخذك الحياة لمُفترق طُرق بين رزقك وآدميتك فاختر الذي يدوم معك حياً وميتاً، هي آدميتك، لا تخسر نفسك، الخوض في الصراعات العملية ينهك روحك، ويدفع للسقوط في قاع أو الخوض في وحل، ومن اعتاد العيش حُرًا يجب أن يبقى هكذا وللأبد. سيأتي من يقول إن الحياة بشكل عام ليست عالماً وردياً لتهرب وتنسحب مع كل مواجهة!

نعم العالم ليس ورديًا ولا أحد يعيش في عالم بلا أخطاء، ولكن هناك حدود لا يمكن لك قبولها على نفسك، عندما ترى أن الأمور بدأت تنجرف لما قد يتسبب بضرر على أخلاقك وذاتك لستَ مُضطرًا للبقاء. الانسحاب خيار جيّد وهو أفضل من أن تجد نفسك في معركة الرابح منها خاسر مهما كانت نتائجها.

ليس عليك خوض كل معركة بهذه الحياة، هناك معارك يجب أن لا تخوضها، خاصة عندما يكون الخصم لئيماً، فالحرب معه تؤدي بك لممارسة ذات الأفعال.

هذا المقال ليس دعوة للاستسلام، بل دعوة لترميم روحك التي قد تتآكل بسبب أُناس بلا أخلاق وبلا قِيَمْ يُسَيّرهم الحقد والجشع.

أرض الله أوسع مما يعتقد هؤلاء المرضى، وهم الذين رأوا أنها ضاقت عليهم بسببك، ارحل حتى لا تُشبههم في أمراضهم.

قد تخذل أُماً آمنت بك، ورجالاً اعتقدوا أنك قوي، ولكنهم جميعاً سيُدركون أن قرارك هو إنقاذ لما تبقى من روحك التي تم تحطيمها على يد من لا يرى سوى نفسه.

أخيرًا..

من أتعبتهم الحياة يجب أن يرتاحوا، فالاستمرار بالركض بلا جدوى لن يُغيّر حالًا ولن يستبق رزقاً، فكل شيء مُقدّر زماناً ومكاناً، الله وحده مُقسّم الأرزاق، وما لم تؤمن بهذا الأمر ستخسر كثيراً، لذلك توجه لله واعلم بأن الله لم يخلق عبداً ليتخلّى عنه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store