Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

التعليم إلى أين..؟!

A A
لا يختلف اثنان على أن التعليم والمعرفة أساس نجاح الشعوب ومنذ أن أنزل الله آدم عليه السلام إلى الأرض وبنو آدم يبحثون عن العلم والمعرفة (فالمعرفة قوة) والتعليم مطلب لكافة الشعوب لتنهض بمجتمعاتها وتحقق طموحاتها.

ومن هنا كانت أهمية التعليم.. ولدينا في العالم العربي بشكل عام مشكلة أزلية مع العلم والتعليم والمعرفة بشكل خاص، ومن هنا كانت بعض مجتمعاتنا العربية ترقد على أنواع التخلف والجهل وربما كانت تحارب التقدم والتعليم وتتمسك بالمنهجية التقليدية القديمة في تعاملها مع الأوضاع وتحليلها للأحداث ونظرتها للأمور ومعالجتها لما قد يطرأ على حياتها من تطورات ومنعطفات.

التعليم أساس الرقي والارتقاء وغالبية الشعوب العربية -مع الأسف- تستمتع بالجهالة وعدم الانطلاق لخلق أنواع المعرفة والتعايش مع الآخرين للاستفادة مما وصلوا إليه من معرفة وعلم، وهناك بعض الشعوب تطلق العنان لأبنائها وبناتها للسفر والالتحاق بالبعثات ومخالطة الآخرين والأقوام والمجتمعات التي تملك المعرفة ليكون لديهم قوة يستندون عليها في حياتهم.

فبرامج الابتعاث لدينا رائعة جدًا وكلفت الدولة ملايين الدولارات وجاءت -ولله الحمد- بنتائج إيجابية وعوائد وفوائد عديدة أهمها أن لدينا مجموعة من العقول تستطيع أن تشارك في البناء والتنمية وتجعلها في مراكز القيادة ولها أسلوبها وخبراتها في الحياة والإدارة.

ولكن مشكلتنا الأزلية في التعليم الأولي في الصفوف الأولية على وجه الخصوص وفي مراحل المتوسطة والثانوية والتي هي قاعدة وتأسيس المجتمعات ونهضتها والارتقاء بها وأهدافها وإستراتيجياتها.

التعليم لدينا لا زال بين تغيير المناهج وتعديلها والقفز بالمُعلم (أساس العملية التعليمية) وإعطائه الدورات والتدريب المكثف لأن يكون عمودًا فقريًا للعملية التعليمية ولازلنا ننتهج طريقة القرارات العكسية والمُتضاربة..!!

التعليم لدينا بين أزمات المناهج والقرارات وبين المدارس المُستأجرة وبين تطوير المُعلّمين والمُعلمات، وغياب المنهجية والإستراتيجية والخطط والبرامج (وإدارة الأزمات)..!

أزمة كورونا وعودة الأبناء والبنات إلى مدارسهم هل ستكون حضوريًا أم عن بُعد..؟!

هل أكملوا الكُتب والمناهج أم لا زالت في المطابع والأدراج !؟

مشكلة التعليم في القرارات المتضاربة والمتناقضة والكثيرة بدون أصداء وتنفيذ وبدون منهجية وتخطيط... فإلى متى..؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store