Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

جائزة التميز لغير المحصنين!!

A A
لا أخفيكم سرًا، أنني ترددت كثيرًا قبل شهرين من الآن، بإبلاغ والدتي بضرورة أخذ لقاح كورونا، وذلك ليس خوفًا من مضاعفاته -كما يروّج البعض- وإنما مراعاة لكبر سنها وصعوبة انتقالها، لكنها للأمانة فاجأتني حين رحبت بكل سرور؛ (كيف يابو ماجد، إن كانت الدولة قالته، نروح ناخذ اللقاح مع المسلمين.. والعافية من الله).

هكذا رحبت والدتي بأخذ لقاح كورونا وقد شارف عمرها التسعين ونظرها على قدها، فيما لا يزال بعض شبابنا يعارض وهو بكامل عافيته فكرة تلقي جرعة (أكسفورد) أو حتى (فايزر) الآمنة، لا لأسباب منطقية، وإنما للجهل المعتق الذي يعشعش بعقليته الصغيرة! المشكلة، ليست بهذا التيار المناهض لتلقي اللقاح، فطريق الجدل معهم سرعان ما يوصلك لجدار صلب مسلح بالخرسانة (لا للقاح يعني لا)، المشكلة؛ في الأبوة الحانية التي تتربع بقلوب مسؤولي الجهات المختصة والتي فضلت عدم فرض القرارات الصارمة ضدهم مع حلول الموعد النهائي لتلقي الجرعتين، حيث بدا التعاطي معهم مرنًا جدًا، مما انعكس أذاه وضرره ليس على المعارضين، وإنما علينا نحن المحصنين!

وهاهي وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية قد أعلنت عدم دخول غير المحصنين المنشآت الحكومية والأهلية ويتم توجيه العامل منهم للعمل عن بُعد، ثم الاتفاق معه على منحه إجازة تحتسب من رصيد إجازاته السنوية، ومتى استنفذها (حضرته) يتم منحه إجازة بدون أجر، ثم يتم أخيرًا وإن لزم الأمر اتخاذ الإجراء النظامي بحقه!!

فيما أعلنت وزارة التعليم اعتماد التعليم عن بعد وتأجيل احتساب الغياب للأسبوعين الأولين في العام الدراسي للطلبة والطالبات بالمرحلتين المتوسطة والثانوية والذين لم يتلقوا بعد جرعتي اللقاح، ومع تقديرنا واستجابتنا جميعًا لهذه القرارات، إلا أنه كان بالإمكان تطبيق نص القرار الحازم الصادر مسبقًا وليس روحه، وذلك بمنع دخولهم وتطبيق نص ما تقضي به الأنظمة المرعية تجاه الانقطاع عن العمل أو المدرسة بدون عذر مشروع، وإنذار كل منهم بالفصل أو الحرمان متى بلغ انقطاعه المدة المقررة حتى يستجيب بالمرات القادمة للقرارات الصحية الإلزامية.

لكن الواقع يقول إننا نحن المحصنين من نعاقب على التزامنا حين نضطر لمباشرة أعمالنا ولبس الكمامة وتعقيم الأيادي وقياس الحرارة وإبراز تطبيق (توكلنا) في كل مشاويرنا اليومية، كما يتجرع معنا العقاب بسبب هذه العينات التجار بالأسواق والمطاعم والصيدليات حين يُغرمون بسببهم لعدم لبس الزبون الكمامة، فيما نجد ذلك الإنسان اللا مبالي والمناوئ للقاح كورونا، يستمتع بحياته متنقلاً بين أنواع الإجازات، ومستلقيًا أمام شاشة جواله مغردًا «لا للتطعيم الإجباري»، ولن ألومه إن سرح به خياله للحظة وحلم بصعوده للمسرح وتكريمه نهاية العام المالي أو الدراسي بـ(جائزة التميز لغير المحصنين)!!


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store