Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

وزير النطّ!!

A A
الكاتب البحريني المُخضرم، فريد حسن، هو خير من وصف التجاوز غير المقبول بروتوكوليًا لوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، لحظة التقاط صورة جماعية للمُشارِكين في مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون، بانتقاله من الصفّ الثاني حيث يقف وزراء الخارجية إلى الصفّ الأول المُخصّص لقادة الدول المُشارِكة، في مشهد يُؤكّد عقلية الفُرْس الذين يزدرون العرب ويرون أنفسهم في منزلة أعلى منهم منذ قديم الزمان!.

لقد وصف حسن التجاوز بأنّه «نطّة»، وهو بالفعل نطّة، تُشبه نطّة القرود من شجرة لأخرى، أو نطّة الضفادع من بِرْكَةِ ماء لأخرى، أو نطّة الكناغر من أحراش لأخرى، وأرجو ألّا تغضب منّي القرود والضفادع والكناغر لهذا التشبيه البريء!.

وما فعله اللهيان ليس نطّة وزير فقط، بل نطّة دولة هي إيران، فكما تنطّ هي ينطّ وزيرها، وهي من علّمته النطّ، وهو من تعلّم منها النطّ، وحفظ دروس النطّ جيّداً، وطبّق الدروس في أوّل فرصة، وعتبي على الإخوة العراقيين المُستضيفين للمؤتمر الذين لم يُسارِعُوا قبل التقاط الصورة بإعادة الوزير لمكانه المُخصّص وتلقينه درس مختلف عن دروس النطّ التي تعلّمها من دولته إيران!.

وإيران نطّت على لبنان بمساعدة من حزبها الشيطاني القابع.. ليس فقط على صدر الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب اللبناني، بل على لبنان كلّه، وما زالت تنطّ فيه بتواطؤ من بعض الساسة اللبنانيين المسيحيين، وهي نطّت على العراق بمساعدة من أمريكا جورج بوش الابن ووزير دفاعه دونالد رامسفيلد، وأسّست فيه مليشيات طائفية تزداد قوة ومذهبية وإرهاباً مع الزمن، ونطّت على سوريا بتفاهم مع روسيا ونظام بشّار الأسد، وساهمت في مقتل وتهجير الملايين من السوريين السُنّة، وتنطّ في اليمن مع الحوثيين، ولولا التصدّي السعودي العسكري لصار اليمن أكبر سيرك للنطّ الإيراني الخطير.

حسناً، ماذا بقي كي أقوله؟ لقد تمنّيْت وجود بطل الكاراتيه السعودي طارق حامدي بجوار اللهيان قُبيْل نطّته، فينطّ عليه حامدي برجله اليُسْرى كما نطّ على بطل إيران في الكاراتيه خلال أوليمبياد طوكيو وألقاه على ظهره بلا حراك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store