Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

استخدمها ولا تدمنها!!

A A
يجتاح بعض المنازل اليوم إدمان من نوع جديد وهو إدمان التقنية والأجهزة الإلكترونية، ولا يقتصر ذلك على الأطفال بل يتعداه إلى مختلف الأعمار، فالتقنية والأجهزة الإلكترونية أصبحت بالنسبة للبعض جزء أساسي من حياتهم اليومية مما أثار حالة من القلق لدى بعض المجتمعات وخصوصًا لما ينتج عنها من مخاطر نفسية واجتماعية.

تُعرف الجمعية الأمريكية للطب النفسي الإدمان على الإنترنت بأنه «اضطراب يظهر حاجة سيكولوجية قسرية نتيجة عدم الإشباع من استخدام الإنترنت» وأسباب ذلك الإدمان متعددة منها افتقاد الفرد للتواصل الأسري والاجتماعي، وتوفر التقنية مساحات للتعبير والحرية خلف حسابات افتراضية، والتخلص من القيود والضغوطات اليومية وانتشار مقاهي الإنترنت والانفتاح على الثقافات الأخرى، وقد أشارت بعض الدراسات أن 38% من المراهقين في أمريكا يخضعون للعلاج النفسي بسبب عدم التخلص من إدمان التقنية.

في الصين خفضت الأجهزة التنظيمية مقدار الوقت الذي يمكن للاعبين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا قضاؤه في الألعاب عبر الإنترنت من ثلاث ساعات إلى ساعة واحدة بين الساعة (8-9 مساء) للعب وذلك في أيام الإجازات، وذلك استجابة للقلق المتزايد من إدمان الألعاب.

مؤخراً اطلقت جمعية المودة للتنمية الأسرية حملة بعنوان (استخدمها ولا تدمنها) وذلك لتوعية الأسرة بآثارالإدمان وتعزيز الوعي لشريحة كبيرة بالمجتمع لمخاطر إدمان التقنية وآثارها وسبل علاجها مع المختصين وذلك عبر عدد من الوسائل والقنوات الإعلامية تمهيداً لإطلاق برنامج علاجي قريباً لمدمني التقنية بهدف الحفاظ على تماسك واستقرار الأسرة والمجتمع.

لهذا النوع من الإدمان العديد من الأضرار سواء على المستوى الفردي أو الأسري أو العملي، وقد أصبحنا نشاهد البعض يصاب بالتوتر والقلق عند فصل أو تعطل الإنترنت والبقاء في حالة ترقب دائم للبرامج والتطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعية وذلك على مدار الساعة وكل ذلك له تأثيرات سلبية مباشرة على صحة الأجيال واستقرار وتماسك الأسرة والمجتمع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store