Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

حرب الصحافة.. من وكيف انتصر؟

A A
بعد أن اتّضح بدون أيّ شكّ أنّ الصحف الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، الإلكترونية أيضاً، قد انتصرت على الصحف الورقية انتصاراً حاسماً ومُبيناً، فيما أسمّيه أنا «حرب الصحافة» غير العادلة وغير الجميلة، بل وأهجو هذه الحرب كما هجا الشعراء العرب الحروب بصفة عامّة، ومنهم الشاعر حفني ناصف الذي قال لا فُضّ فُوه: وَمَنْ سارت به للحرب خيلٌ.. فخيرٌ من تقهقره الولوجُ!.

وهذا عن هوية المُنتصر ـ الصحف والوسائل الإلكترونية ـ سارت خيلُها الأسرع من خيل الصحف الورقية ولم تتقهقر، فولجت الحرب وانتصرت، هكذا بكلّ بساطة!. لكن كيف انتصرت؟، هل بجدارة واستحقاق؟،

هل بفروسية تتحدّث عنها الرُكْبان؟، كلّا وألف كلّا، وهي كما قال الشاعر ابن الدهّان البغدادي: وما كُلُّ من يغدو إلى الحرب فارسٌ.. ولا كُلُّ من قال المديحَ فصيحٌ!.

ومن يتابع الصحف الإلكترونية يجدها في مضمونها مُقْتَبِسَة من الصحف الورقية الكثير والكثير والكثير، سواءً المقالات أو التحقيقات الصحفية، وعندما أعادت نشرها بأسرع ممّا فعلت الصحف الورقية انتصرت، وهذا ليس بانتصار، وإن كان انتصاراً فالمُفترض أن يُنسب للصحف الورقية التي صنعت المادّة الصحفية الناجحة ثمّ سوّقتها الصحف الإلكترونية، ولا يجوز أن يُنسى الصانع ويُذكر المُسوِّق!.

أمّا وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية فإضافةً إلى اقتباسها من الصحف الورقية، فإنّها شملت الغثّ والسمين، والصحيح وغير الصحيح، والذي يُجرّمه القانون والذي لا يُجرّمه، وتداوله الكثير كالمُسلّمات، وتداوله الكثير من باب الإثارة والتشهير كدليل على ضعف ثقافتهم ومقدار بحثهم عن المصداقية، عكس الأجيال السابقة التي آمنت بالصحف الورقية الرزينة ذات المصداقية العالية!.

وأعود إلى سؤال العنوان، ولا أجد جواباً سوى أنّ المُنتصر الحقيقي هو الصحف الورقية، حتّى لو تأزّمت، وهي الفارس الذي لا بُدّ له من النهوض!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store