Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

صفعة جنّي!!

A A
مُذُّ شاهدْتُ فيلم «طارد الأرواح الشرّيرة» أو «exorcist» الذي أُنْتِجَ عام ١٩٧٣م، ولعبت فيه الممثلة الأمريكية «ليندا بلير» أوّل دور في تاريخ السينما لإنسان سكن داخله جنّي، وأنا مُصاب برُعْب مُزمِن تجاه مثل هذه الأفلام!.

وقد جعلتني الحالة أتجنّب مشاهدة الأفلام الشبيهة من أصله، رغم تكاثرها وانتشارها وتقليدها لفيلم بلير، فضلاً عن حضور جلسات إخراج الجنّ على الطبيعة من أيّ إنسان، هذا إذا تمّت دعوتي، ولم تتمّ دعوتي أصلاً، وحتّى لو تمّت دعوتي فإنّي أوّل المعتذرين، وقد أعذر من اعتذر قبل الهنا بسنة!.

لكن أبشّركم، لقد زالت الحالة عنّي، بفضل الله ثمّ بمشاهدتي لمقطع الفيديو الذي نشرته صحيفة المرصد عن محاولة رجل باكستاني حاول إخراج جنّي من جسد شاب قيل أنّه ممسوس ومسكون، في بلدهما باكستان الشقيقة!.

وفي المقطع ظهر الرجل وهو يحاور الشاب.. عفواً الجنّي، حواراً يُشبه حوار معمّمي إيران مع عامّة الشيعة قبل حفلات العزاء واللطم والتطبير، ولا أعلم ماذا قال له لأنّ الحوار كان باللغة الأردية، لكنّه حتماً دعاه للخروج من جسد الشاب بالتي هي أحسن قبل استخدام القوّة، وكان الجنّي صامتاً سوى بعض الآهات التي أطلقها من حينٍ لآخر، بيْد أنّ الرجل زوّدها حبّتيْن، كما صدح فنّان العرب محمّد عبده في إحدى أغانيه «زوّدوها حبّتيْن»، فصفع الشاب المسكين صفعةً تهدُّ الجدار كما يقول أهل مكّة الكرام، ولو استمرّ الشاب في صمته وتأوّهاته لظلّ المشهد مُرْعِباً لكنّه بدأ يُبادل الرجل الصفعات، الرجل يصفع والشاب يقول: سوف «أوَرِّيك» فيردّ الصفعة صفعةً أخرى، وهكذا حتّى التحما في مضاربة بدت كوميدية ومُضْحِكة وليست مُرعِبة، وكأنّها بين إنسانيْن عاديين وليست بين إنسي وجنّي، الأمر الذي قد يُؤكّد قول الراقي السعودي المعتزل علي العمري بأنّ سكن الجنّ داخل الإنسان أوهام وأمراض نفسية من وحي الشيطان الرجيم، وتختفي بذكر المريض ذاتياً لله عزّ وجلّ دون الحاجة لرُقاة أو طاردين للأرواح الشرّيرة.

بيني وبينكم، أجد في قوله الكثير من الحقيقة، حتّى لو غضب رُقاتُنا الذين صاروا أغنياء من مهنتهم، ويتقاضون مالا كثيرًا، ومن غير المضمون إخراجه، ويا أمان النّاس أجمعين!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store