Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

بين النقد المنهجي واللامنهجي؟!

A A
* يقسو بعض النقاد في نقده، ويزداد حدة، عندما يوصف بأوصاف قد يرتاح لسماعها، ويتفاعل مع مدلولها مثل (ناقد جريء، لا يجامل، سليط لسان... إلخ الأوصاف الحادة التي يتعامل بها في نقده)، ولا يكفيه سماعها ممن حوله بل يتعامل بها مع طلابه، وفي المجالس والمناسبات، ويصف من سواه بضعف الشخصية والخجل من مواجهة الغير. ولو طُبقت على هؤلاء النقاد معايير النقد السليمة لظهرت مستوياتهم دون المستوى المطلوب، وكانوا بعيدين كل البعد عن النقد المنهجي المتعارف عليه.

لا أدري لماذا يميل بعض هؤلاء النقاد في نقدهم إلى القسوة والحدة بعيدًا عن رسالة الناقد المشهود له بالتواضع والمنهجية ولين الجانب نحو العمل المنقود؟ الناقد المنهجي في نظري ونظر المشاهير من النقاد يُمثل الطبيب الذي يتلمس مكامن الداء في المريض فيصف له الدواء الناجع، بأسلوب ينشد الأمل ويبعث على الارتياح والقبول لدى المريض.

هل نسي هؤلاء النقاد أن رسالة الناقد أسمى من أن يشوبها الغرور والتعالي وأنها من مكملات تعزيز الناحية الفنية في العمل المنقود- أيًا كان- ووسيلة داعمة لنجاحه وبلوغه الغاية المنشودة هدفًا ووسيلة وغاية؟

إن رسالة الناقد أسمى من أن تستغل في حب الظهور والشهرة والخروج على المألوف في معطيات النقد المنهجي المتعارف عليه، فهل ندرك ذلك، ونحقق أهدافه ومراميه؟، ذلك ما أرجوه ومعي العديد من عشاق النقد الهادف النزيه، تحقيقًا لرسالة الناقد المتميز في نقده خلقًا وتواضعًا وقبولًا لدى المتلقي.

** نبض الختام:

لكي تؤدي دورك كناقد حكيم، وتحظى بالقبول والتلقي لدى المنقود عليك بالتواضع، ولين الجانب، وسماحة الأخلاق، وتفهم رسالة الناقد لكي يقبل عليك المنقود بصدر رحب، ونفس راضية، وروح عالية، سعيًا لنجاح العمل المنقود بعيدًا عن التعالي والغرور.

* قال الشاعر:

وما اكتسب المحامد طالبوهابمثل البشر والوجه الطليق

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store