وعندما تقف بأدب في المقام الشريف عند سيد الكونين والمرسلين والخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تشعر بعظمة الأمانة التي أداها وحجم المعاناة لتوصيل رسالة ربه وربنا الكريم وكيف أخرج الله به خلقاً كثيراً من الظلمات إلى النور وجعله سراجاً منيراً بمشيئته تعالى، وكم من مشاق واجهته صلى الله عليه وسلم تهتز لها الجبال الرواسخ من أجل أمته،(وكم تحلق روحك في السماء فرحاً بردِّه صلى الله عليه وسلم السلام عليك مباشرة بدون ملك موكل لأن روحه صلوات ربي وسلامه عليه تُرد عليه لرد السلام وبسبب الصلاة والسلام عليه ليلاً نهاراً ولا ينقطع فروحه صلى الله عليه وسلم لا تفارق جسده الشريف عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم) فتشتاق لرؤياه والى شربة بكفه الشريف من حوضه الذي منَّ الله به عليه وعلينا وقبلة تطبعها على اليد الطاهرة ولمسة حنان منها ننتظرها وترجو من الله شفاعته اللهم بلغنا ذلك وزيادة بفضلك يا الله.
وما إن تنتهي من الزيارة وتدخل إلى مكان ما كانت الحصوة الأولى فيه للصلاة لأن الحرم القديم مغلق ولا يسمح بالصلاة فيه إلا الروضة الشريفة بالحجز، تجد كما قلت من سابق أن الرؤية حجبت بينها وبين الحرم القديم من جهة الروضة الشريفة والقبر الشريف ولا حياة لمنادٍ لرفع هذا الستار الذي لا تسد به ذريعة ولا تجلب به منفعة ولا يمنع به كفرٌ ولا يزداد به إيمان ولا ينقص، وكما قلت مبتدعه متشدد فيما لم ينزل به الله من سلطان ولا نبيه صلى الله عليه وسلم أمر به.
وتجد هناك العجب من بعض الملازمين لهذا المكان من المصلين مع بعضهم البعض ومع بعض العسكر المكلفين بتنظيم وحراسة المكان فتجد ما يشوش عليك وأنت تصلى وتناجي ربك بحديثهم بصوت مرتفع وأيضاً بين العسكر أنفسهم مع بعضهم البعض وكثير من تلك الأحاديث لا تمت لعملهم بصلة بل تجدها في أمور الدنيا والبيع والشراء والزيارات عدا عن الحديث في الهواتف الجوالة.
لا بد من الحد من الظواهر التي ذكرتها والعمل على إعطاء المكان حقه سواء في أدب الزيارة للحبيب صلى الله عليه وسلم وأن أصلي وأناجي ربي بخشوع دون تشويش وأن لا أحرم النظر وأمتعه برؤية المقام الشريف والروضة المشرفة، فإن لم يستجب المسؤولون فإني أناشد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة حفظه الله بالتدخل فهو أميرها والكلمة له
رسالة:
المساجد لله عز في علاه وملازمتها بغير أدب وبدون إعطائها حرمتها وخاصة الحرمين الشريفين ففي ملازمتك إثم فاقبع في بيتك، فمن حق كل مسلم أن يناجي ربه في سكون وأما الحديث في أمور الدنيا وأحوالها والأموال والتجارة وفي غير العبادة والتعبد لله وطلب العلم في المساجد فقد سمعت الشيخ الشعراوي يقول: إن الحديث فيها لن يوفق فيما يصبو اليه المتحدثون فما بالنا في الحرمين الشريفين نسأل الله السلامة والعافية. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.