Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

قصّة عِشْق على ضفاف الخليج!!

A A
أنا -وأعوذ بالله من كلمة أنا- جاهل سياسياً، ولا أفقه في السياسة إلّا كما يفقه تلميذ الحضانة أو الروضة في الحروف الأبجدية، وما أكتبه في السياسة هو مجرّد تعلّم، مُسترشِداً ببيت الشعر الذي قاله الإمام الشافعي:

تعلّم فليس المرءُ يُولد عالِماً..

وليس أخو عِلْمٍ كمن هو جاهلُ!.

لهذا أحاول تعلّم قصّة أمريكا وإيران، وفهمها وفكّ طلاسمها، وهي تبدو عدائية منذ سيطرة الهالك الخميني عام ١٩٧٩م على إيران، واقتحام أتباعه للسفارة الأمريكية واحتجازهم لـ٥٢ مواطنًا أمريكيًا كرهائن لمدّة ٤٤٤ يومًا، وهذا هو ٥٢ سببًا و٤٤٤ ذريعة لأمريكا الجبّارة بأن تُزيل نظام الخميني من على وجه الأرض، ومع ذلك لم تفعل، وأبقته خنجراً في خاصرة الخليج العربي الذي ما زالت تُسمّيه هي بالخليج الفارسي، وأزالت أكبر عقبة كانت تواجه إيران وتحول دون التوسّع والتمدّد الفارسي، ألا وهي عقبة صدّام حسين رغم أنّه لم يُعاديها مثلما عادتها إيران، وقد أزالته وشنقته يوم عيد الأضحى لمُبرّر سخيف وغير صحيح هو امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل، بينما إيران اليوم تقف على مسافة رمية حجر من تصنيع ما هو أخطر من أسلحة الدمار الشامل، وأقصد القنبلة النووية، وتمدّدت وتوسّعت في ٤ دول عربية، وصارت عواصم هذه الدول تتكلّم فارسي، بمعنى أنّ إيران اقترفت أضعاف أضعاف ما اقترفه العراق من ذنوب وإرهاب بالمفهوم والعقلية الأمريكية، ومع ذلك أبقتها أمريكا سالمة غانمة، وأهدتها العراق على صحن من ذهب، ومعه سوريا ولبنان واليمن، وتعترف بالمليشيات الإيرانية وتهادنها في هذه الدول، ونزلت عقوباتها الاقتصادية على إيران برداً وسلاماً، وأقول برداً وسلاماً لأنّها زادت إيران قُوّة ولم تُضعفها ولم تكبح جماحها، وكلّ ما يُقال في الإعلام عن عكس ذلك هو بروبوجاندا مُضلِّلة ومسرحية هزلية!

فكلّا ثمّ كلّا، هذه ليست قصّة عداء بين قُوّة عالمية اسمها أمريكا وبين قُوّة إقليمية اسمها إيران، بل هي قصّة عشق على ضفاف الخليج العربي، ومن العِشْق الخفي ما قد يقتل ويُدمّر ويفتك بالمنطقة، فلنعتبر يا أولي الأبصار!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store