Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

معضلة: مقيمون أو أجانب أو غرباء؟

A A
لم أكن أعلم أنّ كثيراً من المقيمين بين ظهرانيْنا يشعرون بالضيق من وصفهم بالأجانب في مقالاتي، وآخرها كان مقال «البائعة السعودية.. كيف الحال؟»!. كما لم أكن أستصعب وصفهم بـ «الأجانب» لأنّني كنتُ أقيس على نفسي في السفر، فلا أتضايق من وصفي بالأجنبي «Foreigner» على الإطلاق!.

وأعتقد أنّه لولا حبّ المقيمين للمملكة واعتزازهم بالإقامة والعمل فيها ما جاءهم هذا الشعور، فهم في الأساس أشقّاء أو أصدقاء، والسعوديون يفتخرون بهم، ويُقدّرون خدماتهم الجليلة ومساهماتهم العظيمة في التنمية السعودية!.

ولهذا سألغي مُفردة «الأجانب» من معجم مقالاتي ما دام القلم في يدي اليُمْنى والمحبرة في اليُسرى، وحقّ المُقيمين عليّ عظيم، ولو يكفي ذبْح خروف حرِّي وطبخه كبسة سعودية لهم لفعلته دون تردّد، فهم أهل وإخوة وأخوات!.

من ناحية أخرى، هناك فتوى للشيخ عبدالعزيز بن باز ـ يرحمه الله ـ يقول فيها أنّ المسلم هو أخو المسلم في أي مكان، سواء في مشرق الأرض أو مغربها، تأسّياً بقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم «المسلم أخو المسلم»، والغريب الذي يأتي من بلاد بعيدة هو الأجنبي، وليس هناك محذور من وصفه هكذا!.

وفي بعض المعاجم العربية، فإنّ الأجنبي هو من جانب بلاده البعيدة ودنا من بلاد أخرى قريبة، وهنا أصابتني الحيرة، فوصفي للمُقيمين بالأجانب قد ضايقهم، وربّما وصفي لهم بالغرباء سيشعرهم بأنّهم محلّ شفقة وهم ليسوا كذلك، فضلاً عن كوْن كلمة «المُقيمين» غير دقيقة لأنّ المواطنين يُقيمون في المملكة كذلك ويشتركون مع المُقيمين في حالة الإقامة، وهذه معضلة لغوية تُفضي لحساسيات اجتماعية كثيرة، فما الحلّ؟ تُرى هل لدينا مجمّعات لغوية كي تفيدنا بمفردة تُرضي الجميع؟

للأسف كلّا، ليس لدينا هذه المجمّعات، وكانت مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي تملك مجمّعات ثمّ اندثرت بعد وفاة علماء اللغة!.

مرة أخرى، ما الحلّ؟ من وجهة نظري هو منح حرية الاختيار لأشقّائنا وأصدقائنا عن الوصف الذين يرتضونه لهم، فنُطلقه عليهم، ولا «يزعلنّ» أحد!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store