Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

قصّتي مع البيض والكوليسترول!!

A A
لسْتُ طبيباً، ولا أُفْتي من عندي، سواءً في الصحّة التي هي أغلي ما يملكه الإنسان أو في أيّ مجال آخر، لكنّي أعتقد أنّ البشرية تعرّضت لكذبة كبيرة لمُدّة عقود، وهي تسبُّب بيض الدجاج في رفع نسبة الكوليسترول في الجسم وبالتالي إمكانية التعرّض لأمراض القلب والشرايين القاتلة ما لم يشاء الله ويُقدّر غير ذلك.

وعلمت ذلك بالتجربة التي هي خير برهان، إذ أسير ومنذ سنوات بقدر المُستطاع على نظام غذائي قليل الكربوهيدرات مثل الخُبْز والحلويات، وكثير الخضروات والبروتينات.

ولا مشكلة لديّ بالنسبة للخضروات إذ فقط أغسلها وآكلها حتّى بدون إضافات ونكهات، لا سيّما الخسّ والخيار والجرجير، أمّا البروتينات فلا أعشق اللحوم الحمراء التي تتواجد فيها وآكلها قليلاً، وأكتفي بالدجاج والأسماك، وكذلك الفُول الذي صِرْتُ أقرف منه فيما لو كان من خارج البيت لقذارة محلّات إعداده وإضافتها لمواد أخرى إليه مثل الخُبْز والتمر حتّى أصبح لذيذاً وضاراً ومثل الغُصّة للبطن في نفس الوقت، وبقي البيض الغنيّ بالبروتين من جهة والمٌسبِّب لارتفاع الكوليسترول حسب الكذبة التضليلية، خصوصاً صفاره اللذيذ!.

وبعد أن قرأتُ تقارير حديثة تُشكّك في رفع البيض للكوليسترول قرّرْتُ جعله فطوراً شبه يومياً لي، وظللت أفحص الكوليسترول بأنواعه الثلاثة، العادي والعالي الكثافة والمنخفض الكثافة كلّما أجريتُ تحاليل، وأدهشني نزول مستوياته إلى ما يُطلق عليه طبياً «optimum» أو الأفضل، بل أنّ مستويات الأنواع الثلاثة لم تكن أفضل منها حينٍ كُنْتُ مُقٍلّاً في أكل البيض.

ولو كان ما أقوله صحيحاً، ولم لا يكون صحيحاً؟ فمن هو الذي كذب علينا طيلة العقود؟ هل هو الشركات المنافسة لشركات زراعة الدجاج فشوّهت صورة البيض؟ هل هو الدجاج نفسه الذي يكره أن نفترس فراخه كما يكره أن تفترسه هو الثعالب؟ هل هو أطبّاؤنا الذين يكتفون بتقليد أطبّاء الخارج؟ فإن زعم هؤلاء الأخيرين وجود ضرر من البيض قالوا مثلهم إنّه ضار؟ وإن زعموا العكس كرّروا قول العكس كالببّغاء؟ والحمد لله الذي جعلني طبيب نفسي، وهو ربّ كلّ شيء.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store