Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

التخصصي بجدة والبحث العلمي

A A
زارني قبل فترة بمكتبي في مركز الملك فهد للبحوث الطبية الدكتور يوسف هوساوي نائب مدير مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة وذكرتني زيارته بزيارة قمت بها بدعوة من مدير المستشفى الأسبق الدكتور سلطان باهبري -رحمه الله- وكان يومها مركز الأبحاث في بداية انطلاقته على أمل أن يكون بين الجامعة ومركز الأبحاث تعاونًا بحثيًا، والدكتور يوسف نموذجًا سعوديًا ناجحًا في مجال البحث العلمي وهو ذو همة لصناعة الجديد، ومن الجديد الذي بشر به ويحسب للمستشفى التخصصي بجدة هو المشروع الوطني في إيجاد بنك للعينات الحيوية الهدف منه تأسيس أنظمة تقوم بفهرسة عينات المرضى بمختلف أنواعها سواء كانت أنسجة أو حمض نووي من مختلف المرضى سرطانية كانت أو وراثية أو الأشخاص الذين يقومون بالتبرع بالأعضاء وغيرهم وسيشمل البنك قسمًا خاصًا بالخلايا الجذعية ومع مرور الزمن سيتكون أرشيف كبير للعينات يستفيد منها بالدرجة الأولى الباحثون، وعند نجاح المشروع سيعمم ليكون على مستوى جميع مستشفيات التخصصي.

وكان بصحبته في الزيارة الدكتور فيصل الحريري وهو ممن أرى فيه أكاديميًا سعوديًا متميزًا في البحث العلمي وعادة مثل هذه الزيارات مثمرة وستفتح أبوابًا للتعاون بين المراكز البحثية للعمل كفريق بحثي في العديد من البحوث والتي منها الآن بحثًا جديدًا عن الاكسوزومات والكورونا والذي حظي بدعم من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والذي تبنته وحدتنا وحدة أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية في مركز الملك فهد للبحوث الطبية بالتعاون مع باحثين من وزارة الصحة وقسمي الأحياء والكيمياء الحيوية من كلية العلوم والدكتور يوسف هوساوي من المستشفى، وتم قبل يومين بفضل الله قبول نشر البحث الأول من النتائج في أرقى المجلات العلمية العالمية المتخصصة Q1 وسوف يتم قريبًا إن شاء الله نشر بحوث أخرى من نتائج البحث.

ومن التحدث بنعمة الله الإشارة إلى فرحتي وسعادتي أن يتواصل معي كل يوم في أمور البحث العلمي بعض من بناتنا وأولادنا الباحثين الجدد من جامعات المملكة ومستشفياتها ومراكزها البحثية وأسر كثيرًا بهم وبحبهم ومتابعتهم وأرى فيهم مستقبل المملكة البحثي إن هم أصروا على مواجهة التحدي والعوائق التي تقف في وجه البحث العلمي ومن هذا المنطلق أوجه حديثي إلى مسؤولي البحث العلمي في المملكة وإلى معالي وزير التعليم والوزارة ممثلة بمديري الجامعات إن ذللوا الصعوبات للجيل القادم ليتمكن من خدمة وطنه في البحث العلمي.

أعود لمركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة وهو امتداد لنفس المستشفى في الرياض ولاشك أن مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض يملك خبرة وباحثين على مداد سنوات طويلة بعكس ما عليه في جدة حيث حداثة سنه وهو بحاجة إلى مزيد من الكوادر والباحثين والفنيين الذين يملكون مهارات تقنية متعددة لأن البحث العلمي اليوم بالذات الطبي والبيولوجي مكينته المحركة هي الأجهزة والتقنيات الحديثة ومن هنا كانت زيارة الدكتور يوسف لمركز الملك فهد وهي خطوة مباركة تزيد من فرص التعاون البحثي بين جامعة الملك عبدالعزيز ومستشفى الملك فيصل التخصصي ولعل يتم على ضوء ذلك مذكرة تفاهم وتعاون بحثي في المستقبل القريب إن شاء الله.


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store