Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

قراءة في معركة الوعي والتصدي..!

A A
معركة الوعي بدأت مع وجود الإنسان وحتى لا نذهب بعيدًا في تقصي مراحل التطور نركز على بداية القرن العشرين حيث كانت نقطة الانطلاق والعالم العربي يخوض معركتين في وقت واحد.. الوعي والتصدي.

الوعي بعد الانفكاك من قبضة التتريك التي دامت أكثر من خمسة قرون لم ينل منها العالم العربي إلا التخلف في كل جوانب الحياة يصاحب ذلك استنزاف للموارد الطبيعية أيًا كان حجمها ويصاحب ذلك أيضاً حروب بينية بين الأقاليم والقبائل وانعدام أمن حجاج بيت الله الحرام بسبب قطاع الطرق من المناوئين للسلطة المركزية في مكة والمدينة حتى أتت النجدة على يد الملك عبد العزيز الذي وحد معظم أراضي الجزيرة العربية وفرض الأمن والاستقرار.. وبداية النهضة التعليمية والتدرج في التنمية.

بقيت الأطراف مثل اليمن وساحل عمان والكويت تتجاذبها وتسيطر عليها بريطانيا العظمى التي حرمت المنطقة من الوحدة لتكون في ركاب ملحمة التاريخ حتى تكون الجزيرة العربية كياناً واحداً تحت سلطة مركزية قوية.

قبل انبثاق الثورة النفطية والنهضة الشاملة التي تلت الحرب العالمية الثانية وانحسار النفوذ البريطاني وتسلمت أمريكا زمام القوة في منطقة الشرق الأوسط ولم يكن هناك بد من التحالف معها بداية بلقاء الملك عبدالعزيز والرئيس روزفلت على ظهر الطراد الأمريكي كوينسي في المياه المصرية في 14فبراير 1945م حيث تم الاتفاق على التعاون بين السعودية وأمريكا.

ومن هناك بدأت معركة لم الشمل والوعي في داخل المملكة العربية السعودية أخذًا بمقولة «إذا تحرك الضمير: تحرك التاريخ» ومن تلك البدايات وخلال 91 عامًا تحرك التاريخ لصالح الجزيرة العربية مهبط الوحي أرض الحرمين الشريفين بالصمود والتصدي لكل الحملات الخارجية التي استهدفت اختراق المجتمع وبث الفرقة ولكن تحرك الضمير لدى فئات الشعب السعودي كان لها بالمرصاد تحت راية التوحيد وقيادة تعرف ماذا تريد.

وكما هو معلوم أن صناعة التاريخ تتطلب إرادة قوية وقيادة سياسية توظف الإمكانات وتدير الصراعات بحكمة وتبصّر للحفاظ على سيادة الوطن وحماية المنجزات واستدامة الأمن والاستقرار وترشيد التنمية بميزان عدالة التوزيع بقدر الإمكان بين أقاليم الوطن.

المرحلة التي تمر بها المملكة حالياً مرحلة تحول بتوظيف تقنيات العصر وعقول الشباب خريجي الجامعات من الجنسين بتأهيل عال مواكب لما يحصل في الدول المتقدمة والسباق على منصات التفوق جارٍ بهمم عالية لخوض معركة الوعي في المقام الأول والتصدي لكل أعداء الوطن بتفانٍ وحزم وولاء لا شك فيه مدركين أن المستقبل واعد وأن السباق لا يستثني أحداً في صراع الحضارات بالعلم والتنمية المستدامة.

ومن المظاهر البارزة في هذه الأيام ما يشهده العالم بما تقدمه المملكة في معرض دبي أكسبو 2020 الذي يستمر لمدة 6 شهور حيث احتل جناح المملكة المبهر حيزًا كبيرًا. وفي الجانب الأدبي والفكري احتفالية معرض الكتاب في العاصمة الرياض.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store