Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

إعلان من شرارة!!

A A
عندي محفظة أسهم صغيرة، بل «صغنّونة» إذا تحرّيْتُ وجه الدقّة وقفاها، ولي معها حكاية عجيبة تُروى بماء الفالصو الهشّ وليس الذهب أو الفضّة، وقد كسَّبَتْني المحفظة «قليييييييلاً» وخسّرتني «كثيييييييراً» ولا اعتراض على قضاء الله الذي أؤمن أنّه يبسط الرزق لمن يشاء أو يقدر، بمعنى أن يجعل الرزق بحكمته بمقدار هو خير لعباده، ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون!.

والحكاية هي أنّني لا أذكر مرّة أنّني اشتريْتُ سهماً إلّا ونزل سعره بعد شرائه، حتّى لو كان من الأسهم التي يُشار إليها بالبنان، فأظلّ أنتظر عليه ساعات وأيّاماً وأسابيع بل وشهوراً على أمل أن ينطلق سعرُه من قُمْقُمِه كالمارد الذي يخرج من مصباح علاء الدين وأكسب منه ولا أخسر، وأنا إنسان عجول ورغم ذلك تعلّمْتُ الصبر والانتظار، كما قال الشاعر: إذا ما أتاك الدهـر يوماً بخسارةٍ.. فافْرغ لها صبراً ووسّع لها صدْرا.

وهذا هو نصف الحكاية الأول، أمّا نصفها الآخر، فلا أذكر مرّة أنّني بِعْتُ سهماً بخسارة، ولو بعد شهور من الصبر والانتظار، إلّا وانطلق سعرُه بعدها بساعات من قُمْقُمِه كالمارد الذي يخرج من مصباح علاء الدين، قائلاً «شُبّيك لٌبّيك عبدُك بين يديك، وهذه النسب المرتفعة للسهم بين يديك»، عفواً إذ لم تعُدْ بين يديّ لأنّني ببساطة بعت السهم، وينالني من الحسرة والغيظ ما الله به عليم!.

بمعنى أنّني «شرارة» على أيّ سهم، إذا اشتريته نزل، وإذا بعته طلع، وإذا صبرْتُ وانتظرتُ عليه ظلّ راسخاً كالجبل الأشمّ في قاع الخسارة!.

وبعد تفكّر وتدبّر في المشكلة، قرّرْتُ تداول الأسهم بطريقة أخرى، إذ صِرْتُ أبلّغ أصحابي المُتداولين عن لحظة بيعي لسهم مُعيّن، بخسارة طبعاً، لعلّهم يشترونه في تلك اللحظة، فيكسبون منه الكثير بعْد طلوع «الشرارة» منه، أي أنا ببساطة، وبعد طلوع السهم إثر خروجي منه، لعلّهم يتفضّلون عليّ ببعض مكاسبهم، فأربح بهذه الطريقة المُبتكرة ما عجزت لسنوات كثيرة عن ربحه!.

وهذا إعلان منّي: من يريد الربح المضمون في الأسهم فليتواصل معي!.

التوقيع: شرارة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store