Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

طالبة دكتوراه بجامعة بيرمنجهام : دراسات الترجمة مثل غيرها من العلوم المتجددة

طالبة دكتوراه بجامعة بيرمنجهام : دراسات الترجمة مثل غيرها من العلوم المتجددة

A A
قالت الطالبة السعودية أرين الجلاّل باحثة وطالبة دكتوراه في الترجمة القانونية بجامعة بيرمنجهام ,أن دراسات الترجمة مثل غيرها من العلوم المتجددة يحق فيها للمترجم اتباع الاستراتيجيات التي يراها مناسبة وفقاً لطبيعة النص والهدف من الترجمة والمدرسة التي يتبعها المترجم في الترجمة ,حيث لا توجد قوانين ثابتة تدين المترجم في الاستراتيجيات المُتبعة وبالتالي تخلق الترجمة مساحة لقراءة العالم لغةً وثقافةً.

وأكدت أن الترجمة تخلق في أبسط حالاتها مساحة للقارئ تمكنه فيها من قراءة العالم بلغته فتفتح له نوافذ معرفية جمّة تتيح له مواكبة كل ما هو جديد في عالم المعرفة، لكن هل تتيح الترجمة للقارئ، لاسيما الترجمات غير العلمية، الاطلاع على ثقافة الآخر والبيئة التي خرج منها ذلك النص كنوع من الاثراء المعرفي للقارئ الذي قد يجد نفسه تائهاً وسط نصوص غريبة اللفظ والمعنى! وغالباً ما يقع المترجم البائس هنا في حيرة بين محاولة نقل النص نقلاً تقليدياً وبين محاولة الاستطالة في شرح غير المألوف للقارئ في اللغة المستهدفة. يكمن السبب الأساسي في هذه الحيرة هو خشية المترجم من أن يقع في مصيدة الاتهام ب "عدم المصداقية" في الترجمة.واضافت: إن وجود هذا النوع من التخوف هو نتيجة طبيعية لما نقلته إلينا المدارس التقليدية في دراسات الترجمة والتي حصرت المترجم في إطار تقليدي يلعب فيه المترجم عادةً دور الشبح الخفي الذي يحاول أن يتخفى قدر إستطاعته ولا يشعر القارئ بوجوده بين السطور ولا يدرك صاحبنا أنه بذلك إنما يسجن النص في إطار حرفي يقتل روحه ويفسد على المتلقي متعة القراءة.

وفي المقابل، تحررت المدارس الحديثة في الترجمة من هذا الحصار القاسي على المترجم واعترفت بحقه في الظهور في النص، فنظريات الترجمة الحديثة لا ترى حرجاً في تدخل المترجم بإضافة شروحات لمفاهيم دخيلة في اللغة أو عرض خلفية تاريخية عن حدث ما، بل إنها ذهبت إلى أبعد من ذلك لتقدم للمترجم الحق في تغيير جزئي في ذات النص لتحقيق هدف ما، فعلى سبيل المثال، تسعى نظريات الترجمة النسوية لإحداث تغيير في اللغة التي تستخدم مفردات تحمل معاني تمييزية ضد المرأة بهدف القضاء على التمييز ضد المرأة المُستخدم في اللغة وذلك باعتبار أن اللغة تؤثر على الفكر الجمعي وبالتالي تعكس تمثيلاً تمييزياً لصورة المرأة.

وأكدت بأن على القارئ العربي على ضوء تطور نظريات دراسات الترجمة ومواكبتها لمتطلبات الترجمة المعرفية أن يتقبل بصدر رحب النصوص المترجمة التي قد يظهر فيها صوت المترجم بصورة واضحة بين السطور إما لتوضيح مفهوم حضاري دخيل على اللغة المستهدفة أو للاستطراد في ذكر خلفية حدث أو مكان تاريخي أو شخصية ما غير معروفة للقارئ العربي أو لإبداء رأي ما تجاه أيدولوجيات غير مألوفة، فالمترجم المجتهد في فهم النص ونقله سيثري النص بصورة تزيد من المحتوى المعرفي للنص الأصلي، ومن جهة أخرى يحبذ لو تحلى المترجم المجتهد في قراءة وفهم النص بمزيد من الشجاعة في إزالة عباءة التخفي وإظهار صوته في النص حين يجد في ذلك فائدة للقارئ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store