Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

من وحي مباراة السعودية واليابان!!

A A
أبارك للوطن الغالي فوز منتخبنا لكرة القدم على نظيره الياباني ليلة الجمعة البهيجة الفائتة، وكم أتمنّى أن يُكْمِل مشواره بنجاح مماثل ويتأهّل للمرّة السادسة للمونديال العالمي الذي سيُقام لأوّل مرّة في دولة خليجية بل عربية بل إسلامية!. وهناك الكثير ممّا يُرصد من وحي المباراة، لكنّ الأبرز هو للأسف سخرية بضعة أفراد من الجماهير السعودية من قائد المنتخب الياباني بطريقة طفولية خلال لقائه التلفزيوني بعد المباراة، الأمر الذي جعله يتّجه نحوها ويُشير بيده بإشارة الغضب والوعيد!.

ولا يستحقّ القائد الياباني هذه السخرية، فما بالكم إن كان يُمثِّل بلداً صديقاً فرض احترامه على الجميع؟ والشعب الياباني مُحترم، ويحترم الشعوب الأخرى، وقد عاينْتُ هذا شخصياً خلال زيارتي لليابان، وأرفع شماغي تحيةً له!.

ثمّ، ألا يُدرك الأفراد الساخرون أنّ هناك مباراة ثانية بين المنتخبين في اليابان نفسها، والإنسان الياباني يُفجّر مواهبه عندما يشعر بالمهانة، وقد ينتحر إذا شعر أنّه لم يردّ عليها، وهكذا سيُجنّد المنتخب الياباني طاقاته وما فوقها لهزيمة منتخبنا في المباراة الثانية، لا قدّر الله، فضلاً عن احتمالية وضعنا في موقف حرج فيما لو ضخّم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الموضوع وفكّر في عقوبات تمسّ حضور الجماهير السعودية لمباريات المنتخب، ولهذا لم يكن هناك داعٍ للسخرية التي تتنافي أصلاً مع الروح الرياضية بضرورة التواضع عند الفوز والابتسام عند الهزيمة!.

وكما أشيد بالجماهير السعودية باستثناء الأفراد الساخرين، أشيد بسلوك الجماهير اليابانية القليلة الحاضرة في الملعب، إذ اكتفت بعد هزيمة منتخبها بالصمت والوجوم والتلويح الكثير بالأعلام اليابانية والسعودية، ولم يشتم مشجّعو الأندية اليابانية «س» لاعبي منتخبهم من الأندية اليابانية «ص» أو لاعبي الأندية الأوروبية التي احترفوا فيها، ولم يقولوا: لو كان لاعب نادينا الياباني «ع» موجوداً لفُزْنا، أو إنّ سبب هزيمتنا هو لاعب النادي الياباني «غ»، فنسوا ميولهم تجاه أنديتهم، ونبذوا تعصّبهم الكروي في حضرة منتخبهم، وهذا هو النموذج المثالي المطلوب لتشجيع المنتخبات وعلى رأسها المنتخب السعودي الحبيب!.

مبروك لنا الفوز المهم، وأكل عنقود عنب التأهّل الحلو يا منتخبنا.. حبّة حبّة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store