حقيقة انبهرت بجمال الحرة وبراكينها وحداثة تكونها، من يرى الحرة من الجو أو على الأرض، يظن أن كثيرا من براكينها ولاباتها تكونت فقط، قبل سنة أو حتى شهور عدة.. اللابات شديدة السواد وعدد من البراكين تحتفظ بفوهات كاملة، بل أن الرماد البركاني لا زال يحتفظ بلونه الأسود، ويغطي سفوح البراكين والجبال المجاورة.
ثورانات لابالما من أقل الثورانات البركانية عنفًا وتدميرًا في عالم البراكين، ولكن مع ذلك، وبسبب الحمم المتدفقة وانبعاثات الرماد البركاني، اضطرت السلطات المحلية لاتخاذ عدد من الإجراءات لحماية السكان والمجتمع المحلي، فقد داهمت اللابات المتدفقة الطريق الساحلي وقطعته، مما أدى لتقسيم المجتمعات على جانبي الطريق.
اللابات المتدفقة أيضًا غطت ودمرت بالكامل، مئات المنازل والمزارع مما تسبب بخسائر اقتصادية للجزيرة وسكانها، وتدفق هذه الحمم أيضًا إلى الدفيئات الزراعية والأسمدة، أدى إلى إطلاق أبخرة سامة، كما أن مطار الجزيرة أوقف استخدامه بسبب السحابة البركانية من الرماد التي قذفت في الجو، باختصار أدى هذا الثوران المستمر إلى الآن، إلى إجلاء أكثر من 6000 شخص، من بينهم 400 سائح تم نقلهم إلى جزيرة تينيريف المجاورة.
أما عن الدرس الأول والمستفاد من تجربة ثوران لابالما فهو، ضرورة وحتمية التخطيط المسبق عند إنشاء الطرق وبناء المشاريع والمنازل في المناطق البركانية.
ذكرت أعلاه أن ثورانات لابالما من أقل الثورانات البركانية عنفًا وتدميرًا في عالم البراكين، لذا فإن الدرس المستفاد الثاني، هو إمكانية الاستفادة من هذه المناطق البركانية (التي تتشابه في تكونها البركاني مع براكين لابالما)، عمرانيًا واقتصاديًا وحتى سياحيًا، عند أخذ الاحتياطات اللازمة.. الدرس الثالث وهو الأهم في نظري، هو أن يعرف المخططون في الأجهزة البلدية مسبقًا بالأماكن الأكثر عرضة لتدفق اللابات عليها، حتى يتسنى منع البناء فيها، وأن لا يقام في هذه المناطق أي مشاريع أو مناطق سكنية، إلا بعد دراسة المنطقة، ومعرفة احتمالية تعرضها مستقبلا (أو حتى المستقبل البعيد)، لأحداث بركانية قد تكون مؤثرة.