Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

وصايا

وصايا

A A
أطبِ المقامَ هنا.. فإني أرحلُ

ودعْ الملامةَ ريثما أتحللُ

اللومُ أحجيةُ الكلامِ ينوءُ بي

حملاً.. فدعني حينما أتعللُ

وَجْهي الذي أسكنْتُهُ يومَ النوى

عينيك لا يخبو ولا يتهلّلُ

تقسو فتمنحُنِي الوصايةَ عاشقا

لا يستلذُّ البُعْدَ أو يتعجَّلُ

***

أَطِبِ المقامَ،

ولا تُسَارِعْ في الهَجِينِ من الكَّلامِ،

لعلّنِي أجدُ المساحةَ في جَلالِ الصَّمْتِ،

تَتسعُ العبارةُ كيفما شَاءتْ،

وتُعطِي شَهْوةَ « المعنى مِن المعنى «،

وتُنفِي المُثْبتَ الَموْزونِ،

لا يأْتي اشْتِقاقُ القَوْلِ وِفْقَ رسَائلِ العُشَّاقِ،

وِفْقَ سَكِينَةِ الموْتى،

ولا وفقَ انْطباعِ الزَّائرِ المَغْمورِ،

غيرُ مُحَمَّلٍ بالوِزْرِ أَمْضي،

مُثْقَلاً بقراءةِ الأبراجِ،

برجُ الدَّلْوِ يحْنو غالباً لكنَّهُ متماسِكٌ في حالةِ اللا وعيِ،

برجُ الثَّورِ مَسْكُونٌ بلونِ قميصِهِ الفَضْفاضِ،

والمَنْفى الموازِي حالةُ اللا خوفِ،

برجُ المرأةِ العذراءِ،

لا فرقٌ هنا بينَ انتحالِ الظَّنِّ في المعْنَى

وبينَ تشابهِ الكلماتِ.

***

أطبْ المُقامَ دونَ رَهْبةٍ،

ولا تمعُّنَ في العتابِ،

فالعَابرونَ يرْتَحلونَ مُحَمَّلينَ بوَهْمِ النِّهاياتِ،

كُنْ لهمْ عشبةً يسندونَ أرواحَهُم المتعبةَ على ضفائِرِها،

فالطرقاتُ التي عبرُوها أعارتْ وجوهَهُمْ للشَّمسِ،

واسْتلبتْ منهمْ نعومةَ أيديِهم،

وبادلتُْهم خشونةَ الدَّربِ بعرقِهِم المالحِ،

وفيءَ الأشجارِ بحطبٍ يوقدونَ عليه بقَايا أرغفةٍ

قايضوها بجُبَّةٍ أثريةٍ اقْتنوها من غيرِ ما رغبةٍ،

كُنْ نبيلاً معَ الغُرباءِ كعروةِ بن الوَردِ،

وشُجاعاً في العفوِ كعنترةٍ،

ورحيماً في الشِّدّةِ كما الأنبياءُ،

ودعهم دونما وِصاية،

وكُنْ جميلاً معهم كما تحبُّ أن تراك فتاةٌ مغرورةٌ،

وأنيقًا كما تحبُّ أن ترى نفسَّك في المرآةِ،

ولا تبعثرَ أسماءَ النِّساءِ وأنتَ على سرِيرِك مقوَّسُ الظهرِ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store