Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

مع «العارف» في ركاب سياحة معرفية

A A
أهداني الصديق الأديب الأريب الدكتور يوسف العارف آخر إصداراته بعنوان»سياحة معرفية... مع الكتب والكُتاب»، والذي يشمل قراءات .. وتعليقات على دراسات وموضوعات سبق تناولها بأقلام كتاب آخرين لم يُتَح لي الاطلاع على بعضها من قبل رغم إنني سمعت عنها ولكنها لم تتوفر بالشكل الذي جمعه الدكتور يوسف العارف بين دفتي كتاب أنيق مضيفًا عليها لمسات وقراءات (عارفية) لافتة وعميقة من وزن الأدب الرفيع الذي عُرف به خلال مسيرته الشعرية والنقدية والسردية، فهو معلم وتربوي محترف وعلم من أعلام الأدب والفكر، له صولات وجولات في النوادي الأدبية بأوراق علمية تطرح موضوعات تثري الساحة الأدبية وتُمتع القراء من كل التوجهات والاهتمامات الأدبية. وجدت كتاب العارف اسماً على مسمى فهو بحق سياحة معرفية وفكرية بكل ما تعنيه الكلمة لأنه ضم دراسات أعلام أثروا الساحة الأدبية بعطاءاتهم الفكرية واستحقوا الاهتمام بآثارهم وإنجازاتهم الأدبية.

تميز كتاب (سياحة معرفية) بالتعامل مع عدة مواضيع يحتاج كل واحد منها: أطروحة أدبية مستقلة تبحث وتتقصى أبعاد الموضوع وتضفي عليها أبعاداً تاريخية وأدبية لتصبح مراجع أدبية وفكرية يستنير بها الدارسون المهتمون بالتراث الأدبي والتاريخي في الجزيرة العربية.

أذكر منها في مقالي هذا ورقة الكاتب صليبة حول الذي أورد فيها بأن أصل اليهود من جنوب الجزيرة العربية وليس من فلسطين مستندًا على دلالات أسماء لبعض الأماكن مثل القرى والمواقع التي يزعم أن أصلها يُنسب إلى العبرية وقد علق على ذلك الدكتور العارف بصفته ناقداً وكاتباً له كتابات وإصدارات معروفة.

والكتاب الثاني للدكتور سعيد قشاش الغامدي من قرية حزنة ببلجرشي المهتم بالآثار وله اصدارات تميزت بالعمق والدقة في التقصي والطرح الماتع ولا أنسى إصداره الذي أحصى فيه النباتات الفطرية في منطقة الباحة بشكل جميل استثنائي يستحق عليه جائزة كبرى وأتمنى أن ينال الاهتمام اللازم في القريب العاجل من قبل وزارة الثقافة لأنه غير مسبوق.

كما أن هناك علاقة بين ما كتبه صليبة عن أصل اليهود وبين بحث د. قُشاش عن الآثار والمواقع الأثرية في المنطقة وقد أحسن الدكتور «العارف» صنعًا عندما وضع البحثين بين دفتي كتاب في رحلة سياحة معرفية قدمها بشكل شيق وأسلوب أدبي رفيع المستوى.

والموضوع الثالث يتعلق بالبحث الذي قُدم عن حسن الفقيه رحمة الله عليه رجل من أعلام المنطقة الجنوبية له باع طويل في التعليم والمعرفة كان لي شرف حضور تكريمه في القنفذة من قبل وزارة الإعلام ضمن وفد النادي الأدبي بجدة برئاسة الدكتور عبد المحسن القحطاني.

والوقفة الرابعة عند كتاب الدكتور غازي القصيبي في الإدارة الذي يعد سيرة ذاتية لرجل دولة عملاق ومتميز ترك أثرًا بليغًا في كل منصب أنيط بمعاليه وكل موقع وقف فيه أستاذًا ومسؤولًا وسفيرًا وشاعرًا وأديبًا حوى كل جوانبها وأبدع في كل خطوة خطاها حتى توفاه الله وهو يغرد باسم الوطن ومحبيه عليه الرحمة والدعاء له بالغفران.

إن اصدار العارف يأتي في صف إعادة تدوير القراءات بقراءة جديدة من منظور ابداعي يعد إضافة نوعية في حقل المعرفة بأسلوب شيق ورشيق.

اخترت هذه العلامات البارزة من كتاب صديقي العارف لأن كل واحدة منها تستحق دراسة مستقلة تلقي الضوء على أبعادها الأدبية والتاريخية وتبقى مراجع قيمة للباحثين والدارسين والمهتمين بالقراءات الأدبية في العالم العربي.

ويطيب لي هنا أن أشكر أخي وصديقي العارف على إنجازه المميز وعلى الإهداء الكريم الذي تفضل علي به وأؤكد إننا بحاجة ماسة لمثل هذه الاصدارات الهادفة التي تلامس النقد الأدبي والتقصي البحثي بأبعادها الأدبية والجغرافية والتاريخية بأسلوب العارفين المهتمين بحسن الاختيار وتجويد المحتوى في الساحة الأدبية. شكرًا لأبي سلطان العارف على «سياحة معرفية مع الكتب والكتاب»، هدية ثمينة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store