Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من المدان الحقيقي؟!

No Image

A A
عُرف بالقيام بإيحاءات منافية للحياء لفظية وجسدية، وعُرف بإدانات وأفعال مستهجنة، وعُرف بتصرفات بربرية خارجة عن القانون والعُرف.. التحرش فعل واسع وفضفاض وكُل فعل له ردة فعل، مشادات كلامية إعادة النقاش مجددًا الى ما يعُرف بالتحرش إن كانت ظاهرة مقلقة أم حالات فردية، لا أحد ينكر وجود الظاهرة وممارسة بعضهم لها ونرفضه قطعيًا لكن لا نعتقد أن حجمها يبرر كُل الصخب والضجيج الذي لا يُسهم في الحد منها بقدر ما يُعطي الانطباع بسرعة انتشارها، هل نقتنع بالحجج والمبررات التي ساقها أولئك؟ لماذا نقترف تلك الأفعال المستنكرة دينيًا ومجتمعيًا ومنطقيًا؟ السؤال الذي يطرح نفسه هل أنعش العالم الافتراضي ظاهرة التحرش؟ من أين أبدأ من حيث انتهى الآخرون أم أبدأ من حيث لم يبدأ أحد؟ هل نكون القاضي والجلاد في آن واحد؟ هي حلقة وكُل له دوره.

اختلاف المعنى يعطيها الحق أن نتعامل معها بحذر شديد عند النطق بها وإذا نظرنا الى التركيبة السكانية الديموغرافية وجدنا أنهم يتفاوتون في ميولهم واتجاهاتهم وينتمون الى منابت أعراق وأصول مختلفة تحمل قيمًا وأولويات متباينة وتمارس أنماطًا من الحياة تتشابه وتختلف في جوانب عديدة في محاولة إثبات الهوية على سبيل المثال الالتزام بالسواد والاحتشام الى مزاجية الشيشة وصولا الى أرصدة البنوك في كل ما قيل ويقال، لا شك هناك تأثيرات لانتماءات فرعية الأدوار والمكانات التى يشغلونها أو يتوجهون لاختيارها بالانصياع لها لنجد أن العالم الافتراضي استهدف رغبات الشباب والفتيات والجميع في ردود فعل متباينة من محتوى عرض وطلب أجساد مزيفة وبهرجة واقع ليس سوى تحرش مدفوع الثمن حتى ضعيفي النفس فهموا اللعبة وقواعدها بين تحركش وتحرش.

هل يتاح باب للشكوى من التحرش قولًا وفعلًا يقع في أي حركة أو نظرة أو اصطدام غير مقصود في زحمة سير، كل ذلك يتكفل بفرض العقوبة مع تشوهات سمعية وبصرية..! تمهلوا قليلا التغيرات التي طرأت على عقولنا وثقافتنا وطقوسنا كبيرة، لم نلتقط بعد أنفاسنا ولو توقفنا لنلمس على مدى وعمق الأثر الذي تركته العولمة ومصادرها ترشق علينا كزخات المطر، اليوم يختلف عن الأمس واليوم غير مشابه للغد، أزعم أن كل الأغاني والأفلام وإلصاق الأعين والأفئدة بشاشات الهواتف والأجهزة وقنوات التواصل بمسمياتها وطرائقها ليل نهار يعد جريمة تحرش لفظي وصوتي وحركي في رهن الخدمة أربع وعشرون ساعة الكل شريك في العقاب.

السؤال الأكبر والأهم يتعلق بحجم الظاهرة ومدى انتشارها وما إذا كان المجتمع قادرًا على التعامل معها تربويًا وثقافيًا وأمنيًا، الأمن والسلم المجتمعي يعد من الضروريات، لكي يستقيم مجتمع يتفق فيه الناس على ماهو مقبول ونبذ ماهو مرفوض.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store