بنت المدينة

منذ دخول الفتاة المجال التعليمي في بدايات توحيد المملكة العربية السعودية وبعد عصر من الجهل مُنعت فيه حتى من حق التعليم قوبلت بمعارضة من المجتمع آنذاك على فتح المدارس بل إن الكثير لم يسمح لبناته بالذهاب إلى المدارس.

ومع التطور الذي شهدته المملكة واهتمام حكومتنا الرشيدة تطور تعليم الفتاة مع العصر وأصبحت أولا معلمة ثم طبيبة ومن ثم شاركت في جميع المجالات بل وتفوقت في بعض الاختصاصات لتصبح الفتاة السعودية ملهمة ومخترعة وفي نفس الوقت أم وزوجة محافظة على دينها وبيتها، رافعة لاسم أسرتها في سماء المجد بأخلاقها وحجابها وإسلامها..

اليوم نلقي الضوء على شخصيتين مدينيتين مبدعتين في مجالها العلمي، وهما نموذج مشرف لبنات المدينة المنورة وهناك الكثير..

الأولى تفوقت عالميًا فلديها من الإنجازات الكثير، الدكتورة نجلاء الردادي، ‏بنت المدينة وأستاذ الكيمياء والنانو بجامعة طيبة، الحاصلة على جائزة التميز والإبداع في فئة الطب والعلوم، براءة اختراع في تقنية النانو، مكتشفة مركبات أكسدة طبيعية في زيت الزيتون، ابتكار علاج للسرطان من تمر العجوة، وحازت على وسام الابتكار والتميز من الهيئة العالمية لتبادل المعرفة.

الشخصية الأخرى الدكتورة بدرية الجهني التي كسبت سمعةَ كبيرة في علاج السرطان، طبيبة مميزة، ذاع صيتها في المجتمع المديني وأصبحت حديث الكثير ممن تلقوا العلاج على يديها وشفائهم بعد الله، وما سمعته من الكثير بالدعاء لها هو المكسب الحقيقي في حياتها العملية فهي نموذج للفتاة السعودية التى تعلمت وعملت لخدمة دينها ووطنها بكل تفان واخلاص، وهي استشاري جراحة أورام الثدي والغدد الصماء، رئيس وحدة جراحة الثدي بمستشفي الملك فهد بالمدينة المنورة، رئيس برنامج الزمالة السعودية للجراحة العامة في المدينة المنورة، تملك من المؤهلات الكثير وفضلت العمل بالمدينة لخدمة المكان الذي نشأت فيه لرد معروف هذا الوطن، تحمل سيرة عطرة بالتعامل مع المرضى وذويهم، حصلت على الزمالة السعودية للجراحة العامة، والزمالة السعودية في جراحة أورام الثدي والغدد الصماء، والزمالة الكندية في ترميم وإعادة بناء وتجميل الثدي من جامعة وسترن، ماجستير الجراحة من جامعة وسترن كندا، ولديها مؤلفات طبية هامة عديدة في مجالها الطبي.

ما أجمل العلم إن واكبه الخلق والالتزام بالدين والعادات الاجتماعية التي يتميز بها مجتمعنا الإسلامي المتماسك في ظل عصر العولمة والسوشل ميديا التي جرفت الكثير نحو تفاهات قتلت بعضًا من الأخلاق.