Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

انطلاق قمة "مجموعة العشرين" اليوم في روما

وسط إشادات بجهود المملكة خلال رئاستها للقمة العام الماضي

A A
تنطلق صباح اليوم السبت في مدينة روما فعاليات قمة قادة دول مجموعة العشرين السنوية التي تستضيفها دولة إيطاليا ويترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- وفد المملكة في القمة ونظراً لاستمرار تأثير جائحة كورونا على مستوى العالم وتداعيات متحوراتها، سيشارك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز كغيره من رؤساء بعض الدول في أعمال قمة قادة دول العشرين افتراضيًا، وسيشارك -حفظه الله- في القمة من خلال الاتصال المرئي، وتنعقد القمة بمشاركة مجموعة من القادة عبر الاتصال المرئي مثل رؤساء دول روسيا والصين واليابان والمكسيك نظرًا لظروف جائحة كورونا.

ويعكس ترأس خادم الحرمين الشريفين وفد المملكة في أعمال قمة قادة مجموعة العشرين حرصه -يحفظه الله- واهتمامه بمشاركة المملكة في هذا المحفل العالمي الهام.

وتعد مشاركة خادم الحرمين في قمة مجموعة العشرين في روما افتراضياً في غاية الأهمية، كون المملكة رئيس الدورة السابقة للقمة في الرياض وعضو في ترويكا القمة الحالية في روما، فضلاً عن أن عددًا من مبادرات الرئاسة الإيطالية تأتي استمرارًا للمبادرات التي أطلقتها المملكة خلال رئاستها للمجموعة خلال الدورة السابقة.

- كما تعكس مشاركة المملكة في القمة تقديرها للجهود المبذولة من الجمهورية الإيطالية لإنجاح أعمال رئاسة مجموعة العشرين هذا العام من خلال العمل الجماعي المشترك، وتأكيدًا على حرصها على استمرار الجهود المبذولة لإنجاح أعمال القمة.

- وتبقى المملكة عضوًا فاعلاً في مجموعة العشرين منذ تأسيسها إلى اليوم، وحرصت على المشاركة في قممها السابقة على أعلى المستويات، كما قادت أعمالها بنجاح وتميز خلال العام ٢٠٢٠ الذي شهد العالم خلاله ظروفاً صحية واقتصادية حرجة، وأسهمت باقتدار في قيادة جهود التعافي العالمي من تداعيات هذه الجائحة.

على الرغم من أزمة كورونا العام الماضي، إلا أن المملكة نجحت في قيادة اجتماعات مجموعة العشرين عن بعد بصورة استثنائية، أثمرت عن قرارات مفصلية بمواجهة الأزمة ودعم الاقتصادات الفقيرة من خلال اجتماعات مكوكية على مدار العام في مختلف المجالات، وخرجت الدورة بنجاح منقطع النظير شهد به العالم، وهو ما يحمل الرئاسة الإيطالية عبئًا كبيرًا خلال الدورة الحالية في 30 و31 أكتوبر الجاري لاستكمال بحث قضايا تغير المناخ والتعافي الاقتصادي ومكافحة سوء التغذية في العالم وجائحة كوفيد-19، فيما يرأس وفد المملكة بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ومن المبادرات التي قدمتها المملكة وتم إقرارها في البيان الختامي العام الماضي مبادرة الرياض لمستقبل منظمة التجارة العالمية التي تستهدف تحديد أرضية مشتركة لمبادئ السياسة التجارية وإصلاح المنظمة، وتعزيز التجارة الدولية والاستثمار، لبناء المرونة في سلاسل التوريد العالمية وتفعيل الاستثمار الدولي بعد أن كشفت الأزمة عن قصور واضح في سلاسل الإمداد في الغذاء والدواء وانضمت السعودية إلى مجموعة العشرين، في ذروة الأزمة المالية العالمية عام 2008، وشاركت كعضو في اجتماع عقد حينها في واشنطن، مع تصاعد دورها في صناعة الطاقة التقليدية، وكلمتها المؤثرة دوليًا في سوق الخام العالمي.

قيادة الجهود لضخ 11 تريليون دولار بالاقتصاد العالمي

دفعت المملكة بقوة في الدورة الماضية نحو تعهد قادة الاقتصادات العالمية باتخاذ إجراءات فورية لحماية الأرواح وسبل العيش والاقتصاد، وضخ 11 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي كحافز غير مسبوق، والتعهد بتقديم 21 مليار دولار لدعم تطوير لقاح جائحة كورونا، وتخصيص 14 مليار دولار لمبادرة تأجيل الديون التي تسمح لـ73 دولة مؤهلة بإعادة التخصيص لتلبية احتياجاتها الصحية والمالية.

إضافة إلى الالتزام بضمان تدفق الإمدادات الطبية الحيوية والمنتجات الزراعية المهمة عبر الحدود، وتمكنت الاجتماعات الوزارية من إقرار عدد من المبادرات والتدابير بعيدة المدى، التي شملت تمكين المرأة بمختلف الوسائل، ودعم الشباب والشمول المالي، وخريطة طريق شباب مجموعة العشرين.

مبادرتان سعوديتان لإصلاح منظمة التجارة العالمية والتصدي للفساد

أقرت قمة مجموعة العشرين الماضية مبادرة الرياض حول مستقبل منظمة التجارة العالمية، التي تهدف إلى مناقشة وتأكيد الأهداف والمبادئ الأساسية للنظام التجاري العالمي متعدد الأطراف.

وتقديم الدعم السياسي لإصلاح منظمة التجارة العالمية وخفض الانبعاثات وتحولات الطاقة، من خلال منصة الاقتصاد الدائري للكربون.

وكذلك مبادرة الرياض لتعزيز التعاون الدولي في مجال إنفاذ القانون للجهات المعنية بمكافحة الفساد، التي تسعى إلى إنشاء شبكة عمليات عالمية لسلطات إنفاذ القانون المعنية بمكافحة الفساد، المدعومة من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.

190 اجتماعا في عام الرئاسة

شهدت رئاسة المملكة لعام 2020 عقد أكثر من 190 اجتماعًا ومؤتمرًا دوليًا على مستويات مختلفة، شملت اجتماعات وزارية واخرى لمسؤولين رسميين لمجموعات العمل وممثلي مجموعات التواصل وعدد من الفعاليات والمؤتمرات المصاحبة، ولعبت مجموعات التواصل التي تمثل المجتمع المدني دورًا محوريًا في تقديم التوصيات المتكاملة لمختلف المجالات المهمة إلى قادة المجموعة للنظر فيها، وهي: مجموعات الأعمال (B20)، والشباب (Y20)، والعمال (L20)، والفكر (T20)، والمجتمع المدني (C20)، والمرأة (W20)، والعلوم (S20)، والمجتمع الحضري (U20).

قمتان في عام الرئاسة السعودية

عقد في عام الرئاسة السعودية قمتان الأولى استثنائية في مارس من العام الماضي والثانية في الموعد المعتاد في نهاية نوفمبر، لمواجهة تحديات كورونا، وتم خلالها الاتفاق على حشد الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات التمويلية العاجلة في مجال الصحة العالمية لدعم الأبحاث والتطوير والتصنيع والتوزيع لأدوات التشخيص والعلاجات واللقاحات الآمنة والفاعلة لفيروس كورونا المستجد، كما جرى خلالها الاتفاق على تطبيق مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الدين، والتى ساعدت بشكل كبير على رفع مستوى الإنفاق على الجوانب المتعلقة بمكافحة جائحة فيروس كورونا المستجد.

قيادة القمة استلهاما من رؤية 2030

تولت المملكة توجيه أعمال مجموعة العشرين تحت عنوان «اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين للجميع»، والتي شكلت جزءًا كبيرًا من «رؤية 2030» للمملكة، وكانت المحاور الرئيسة الثلاثة لرئاسة مجموعة العشرين في عام 2020 هي تمكين الناس من خلال تهيئة الظروف التي يتمكن فيها الجميع، خاصة النساء والشباب، من العيش والعمل وتحقيق الازدهار وحماية الكوكب من خلال تعزيز الجهود المشتركة لحماية الموارد العالمية وتشكيل آفاق جديدة من خلال تبني استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التكنولوجي.

وقد عملت على توحيد رؤى الاقتصادات القوية لمحاربة التداعيات الصحية والاقتصادية لجائحة كورونا، وخلال رئاسة المجموعة كانت المملكة الصوت الممثل للدول النامية والدولة الداعمة لكل مبادرات تخفيف أعباء الديون على الدول الفقيرة من أجل تمكينها لمواجهة الجائحة.

وكان من الممكن أن تكون رئاسة المملكة للمجموعة مجرد رئاسة دورية كما تقضي بذلك البروتوكولات الدولية، تقوم على الإجراءات وانتظار الموعد الرسمي لانعقاد قمة المجموعة؛ حيث يمكن التقاط الصور، ومناقشة بعض القضايا، ولكن في ظل أزمة كورونا كانت المملكة جاهزة تكنولوجيا وطرحت عقد سلسلة من المؤتمرات التي شهدتها الدول العشرين عبر التكنولوجيا الافتراضية.

وكانت نقطة البداية في ٢٦ مارس قبل الماضي عندما انعقدت قمة العشرين الاستثنائية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لكي تشكل فصلاً جديدًا في تاريخ الأزمة بما وفره للتعاون الدولي من نتائج تبادل التجارب، والتعاون في إنتاج اللقاح والدواء للمرض، وتقديم العون للدول النامية والأكثر احتياجًا، وقدمت السعودية عدة مبادرات خلال أعمال القمة وما تبعها من مبادرات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store