Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

توطين القنوات الإعلامية السعودية

A A
ليست فِعْلَة جورج قرداحي إساءة لنا، بل هي طعنة غادرة في الظهر من لدنّ عدوّ كان خفياً فظهر وبان بكلّ أمان.

والطعنة سلّطت الضوء من جديد ولكن بقوّة أكبر هذه المرّة على الشركات السعودية التي يعمل فيها غير سعوديين، ومنها القنوات الإعلامية الشهيرة.

والقنوات لا تختلف عن غيرها من الشركات في كلّ المهن والمجالات من ناحية احتياجنا فيها عند افتتاحها قبل سنوات كثيرة للموارد البشرية غير السعودية، بسبب عدم توفّر الموارد السعودية المؤهّلة آنذاك، أو قلّة خبرة المُتوفِّرة منها، فوجبت الاستعانة بالموارد غير السعودية، وللضرورة أحكام.

وكما بدأنا نفعل في الشركات من إجراءات توطينية لمهنها، بعد ظهور أجيال سعودية متعلّمة في أرقى الجامعات ومؤهّلة وقادرة على العمل كبديل ولا أروع للموارد غير السعودية، وأسأل الله لها التوفيق حتّى اكتمال التوطين، أتساءل عن توطين القنوات الحالية؟

لماذا لا تُوطّن بالمثل؟ إنّ نسبة توطينها بالسعوديين وهي السعودية ١٠٠٪ منخفضة للغاية، وتكاد تقترب من الصفر٪ لولا بعض الأفراد الذين يُعدُّون بعدد أصابع اليد، هل توجد ريشة على رأس هذه القنوات تجعلنا لا نُوطّنها ونعاملها بغير معاملة الشركات الأخرى؟ كلّا، لا توجد، وحان موعد توطينها، فإن لم يحِنْ عند ظهور قرداحي على حقيقته فمتى يحِنْ؟!.

وحتّى رواتبياً، يُكلِّفُ الإعلاميون غير السعوديين قنواتنا السعودية الشيء الكثير، فرواتبهم فلكية، هم ومن يشفعون لهم للعمل في قنواتنا من بني جلدتهم، ولو كانوا مخلصين لنا لهان الأمر، لكنّ كثيراً منهم يغدرون بنا، ويتّضح أنّ لهم أجندات مُعَدَّة من قبل أعدائنا ومتحالفين معهم للنخاع، ووالله وتالله وبالله إنّ أبنائنا وبناتنا أحقّ بوظائفهم وبرواتبهم في القنوات بلا شكّ أو ريب.

وأنا هنا لا أتعنصر، فكلّ قناة غير سعودية في الخارج تأبى أنّ توظّف إعلامياً سعودياً واحداً، وإلّا قامت الدنيا هناك ولم تقعد على هذا التوظيف، فلماذا لا يُقال عنها أنّها عنصرية؟ ولماذا لا تفعل قنواتنا مثلها؟ أليس هذا حقّ لكلّ قناة أن يحتكر مواطنوها العمل فيها؟ ليت قنواتنا وأصحابها السعوديين يدركون ذلك.

هذه دعوة لتوطين القنوات الإعلامية السعودية، لله ثمّ للوطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store