Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

طفلة مراويح السحاب!!

A A
لسويعات قليلة ذهبتُ الأسبوع الماضي إلى منتجع الشفا الجبلي بمدينة الطائف، وتحقّق لي بفضل الله من سياحتي القصيرة هناك أمران حميدان هما الاسترخاء النفسي والجسدي، واستعادة ذكريات الطفولة والمراهقة، وما أجملها من ذكريات.

وللشفا منزلة مُفعمة بالحبّ في نفسي، فهو المنطقة السياحية الأولى التي وقعت عليها عيناي في حياتي، يعني هو الحبيبة الأولى، ولا أزيد!.

وما أظنّ شاعر الطائف، ردّة السفياني، الذي هو من أهل الشفا، إلّا يقصده ضمن ما قصده في قصيدته الرائعة عن الطائف «طفلة مراويح السحاب»، إذ قال لا فُضّ فُوه: أحلى سمها طفلة مراويح السحاب أغلى سمها عطر الكلام الأبجدي العرعر غصون السدر رايحة الشذاب أحلام الطفولة والبساط الأحمدي لكنّ الشفا وللأسف، ما زال منتجعاً محلياً بامتياز، ولم يخترق حاجز المحلية ويُصبح عالمياً، فلا يأتيه إلّا السعوديون في الغالب، ويحصل هذا منذ عقود، فمتى ينضمّ لقافلة العالمية؟ ومتى يمتطي قطارها؟

فهو يستحقّ ذلك لتوفّر العوامل الجوية والجغرافية التي تُمكّنه من حجز مقعد العالمية بامتياز، مثل الجوّ البارد طيلة السنة، والتكوينات الجبلية ذات المنظر الخلّاب، ومزروعاته شبه الفريدة.

أعتقد أنّه آن الأوان لإعادة تخطيط وتطوير قمم وسفوح ووديان الشفا فهو ليس بذلك المكان الكبير الذي يصعب ويغلو تخطيطه وتطويره، مع تسهيل الاستثمار لبناء فنادق الخمسة نجوم بدلاً من الغرف والاستراحات والملاهي الشعبية التي تتواجد فيه بكثرة، ولا يُكتفى بمزروعاته الطبيعية بل تُزرع فيه كلّ الأصناف الصالحة للزراعة في بيئته، ولو فعلنا ذلك فلن يقلّ الشفا عن مناطق سياحية عالمية ومشهورة حول قارّات العالم، وربّما قَدِمَ إليه وساح فيه النّاس من كلّ الدول، والأمر يحتاج لقرار عاجل، وعزيمة لا متناهية، وإخلاص شديد، وعمل دؤوب.

في الشفا يحلو اللقاء، وفيه يبتسم الريحان، هل رأيتموه؟ أنا فعلت؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store