كنت شغوفاً للعلماء والمفكرين الذين يدعوهم إلى داره وأتابع طروحاتهم، وأقول في نفسي: الحمد لله الذي جعل في مدينة جدة من يقيم سوق عكاظ ثانية يلتقي فيها المفكرون والمثقفون والشعراء والأدباء السعوديون وغير السعوديين، حيث كانت رافداً أدبيّاً وفكريّاً رائعاً لكل من يرغب في أن ينهل من معينها الثري أنفَسَ الثمرات التي لا تنضب.
صحيح جائحة كورونا وانشغال كل الناس بها قد تكون هي السبب، لكن هذا لا يمنع من السؤال عن هذا الرجل الحكيم الكريم، على الأقل ممن كانوا يرتادون داره بدعوة أو بغير دعوة؟ حتى الصحف المحلية توقّفتْ عن متابعة أحواله، وهي التي كانت تشيد دائماً به وبأعماله الخيّرة ومبادراته النادرة التي لم يسبق لها مثيل فعلي ومنتظم في تاريخ مدينة جدة.
اللهم إن كان مسافراً؛ فأعدْه إلى وطنه بالسلامة، وإن كان مريضاً؛ فاكتبْ له شفاءَ عاجلاً وعافيةً دائمةً ومغفرةً وأجراً كبيراً يا واسع الفضل يا ذا الجلال والإكرام.