Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

جدة.. يا فاتنة المساء

No Image

A A
لا أعلم هل ما أراه حلم أم حقيقة..؟!

ليست جدة فاتنة المساء فقط بل أصبحت فاتنة الصباح والمساء.. فهناك مشاعر تختبئ خلف جدران الصمت.. لا طاقة للكلمات أن تنثرها، ولا يقوى القلب على حملها.. ولا تسع الروح البوح بها.. هي فقط تجوب بخواطرنا.. هل حقاً مدينتي أصبحت بهذا الجمال واكتست ثوبها الجديد الذي طالما سموها عروس البحر.

تجولت في أرجاء جدة الحبيبة فأحببت بحرها، وعرفت جمال أحيائها، ولامست جدران أزقتها.. وتهت في ثنايا باب مكة وباب شريف.. تهتُ حتى اختطفني جسر من جسور طرقاتها وكدتُ أفقد صوابي عندما رأيت معالمها وكيف تحولت الى معالم تاريخية أثرية تجذب الأنظار وتبهج النفس.. فتحتُ عيني على شواطئ جدة، ورأيت جمالها وتنظيم شوارعها وتحولها في وقت قصير لمدينة لا تشبه أي مدينة، فهي تختلف في كل شيء وفيها كل شيء، بحر وشاطئ ومعالم وطرقات، وأنوارها حكاية لا تحكى بل ترى والأهم من ذلك كله يسكنها أناس طيبون لا يحملون بداخلهم الا الحب والطيبة، وحكاوي الأجداد عن تلك المدينة وعن جمالها الذي اختفى فترة من الزمن ثم عادت جدة مبهرة كما كانت.

أنا عاطفية ومنحازة، أعترف.. وأعلن على الملأ أنني لم أعشق مدينة كما عشقتها ولم أر موجاً مثل موجها.. تمتدُ الموجة أمتاراً طويلة.. وتشعر بأن الموج سيزحف إليك أينما كنت، مازلت أرى الأطفال يلعبون والموجة تتسلل من تحت أقدامهم.. مازلت أسمع أصواتهم وضحكاتهم تختلط مع هدير البحر.. ومهما تحدثت عن مدينتي فلن أوفيها حقها فهي فعلا مدينة الماضي والحاضر والمستقبل.

جدة لا تحتاج حكاية جديدة، ولا وعود جديدة، ولا أمنيات جديدة، ولا معجزات جديدة هي تحتاج فقط ثقة جديدة بمن أولوها ذلك الاهتمام والرعاية وكل كلمات الشكر لا توفي حق ملكنا وولي عهده..

فشوارع جدة بالأمس تتحدث عن نفسها، لم نر بعد تلك الامطار الغزيرة تجمعات المياه وغرق السيارات وبعض المشاة، بل كانت طرقاتها بعد دقائق من توقف هطول المطر تعج بالناس ولا أثر لتجمع المياه واختفت قطرات المطر كما لو أنها سحابة اختفت خلف الغروب، وأضاءت الأنوار والناس تجوب شوارعها والكل يتساءل هل هذه جدة؟ نعم إنها جدة فاتنة المساء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store