Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

طوابيرالقهوة

A A
التغير الاجتماعي إحدى السنن الكونية التي تمضي في البشر والمجتمعات والأمم، وكما يقال فإن «دوام الحال من المحال» والثابت في هذه الحياة هو التغيير المستمر، ونحن اليوم نعيش مرحلة من التغير تتسارع أحداثها يوماً بعد يوم ونرى علاماتها وآثارها واضحة في مجتمعنا.

أحد مظاهر ذلك التغيير هو انتشار المقاهي والإقبال الكبير على شرب القهوة، فمن الملاحظ أن أعداد المقاهي في المدن ارتفعت بشكل واضح سواء تلك التي تقدم الخدمة داخل المقهى أو من خلال السيارة، كما ارتفعت أعداد المقاهي في الطرق السريعة وانتشرت أنواع القهوة وتركيباتها ومسمياتها وأشكالها كما انتشرت مكائن القهوة المختلفة وأصبحت متنوعة ومنتشرة سواء في المكاتب أو المنازل.

هذا الإقبال على القهوة جعل المملكة من بين أكثر 10 دول في العالم لاستهلاك القهوة وتشير بعض الإحصاءات عن وجود قرابة 126 ألف سجل تجاري للمقاهي صدرت من وزارة التجارة، وقدر مستثمرون حجم سوق القهوة بأكثر من 6 مليارات ريال، وتعد المملكة أكبر وأكثر سوق في الشرق الأوسط استهلاكاً للقهوة إذ يصل الإنفاق السنوي على القهوة 1,1 مليار ريال سنوياً بمعدل ثلاثة ملايين ريال يومياً.

طوابير القهوة في الطرقات أصبحت أمراً ملفتاً والإقبال عليها في ازدياد من الجنسين وذلك بالرغم من أن الحصول على كوب قهوة قد يستغرق أحياناً وقتاً طويلاً إضافة لارتفاع سعر بعضها مع انخفاض كلفته الحقيقية، والقهوة أصبحت عادةً للبعض لا يمكن أن يبدأ يومه أو ينهيه بدون شربها بل إن بعضهم قد يصاب بالصداع في حال لم يشرب قهوته، وبعضهم يرى بأن شرب القهوة يساهم في تعديل المزاج وآخرين يرون أنها تبث فيهم القوة والحماس ومنهم من يراها تقليداً لا يمكن الاستغناء عنه ومنهم من يراها سبباً للخروج من المنزل والالتقاء بالأصحاب وتغيير الجو، فلم تعد القهوة مشروباً ساخناً بل أصبحت فناً يستمتع البعض برائحته وطعمه كل صباح.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store