Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

حال بلاد الرافدين بعد الاحتلالين..!!

A A
بعد أن احتلّت أمريكا العراق بحجّة واهية هي امتلاك صدّام حسين لأسلحة الدمار الشامل، زعمت أنّ العراق سيكون من بعده واحة الديموقراطية وجنّة الرخاء في الشرق الأوسط، وهذا هو الاحتلال الأول، الكارثي بامتياز.

وبعد أن استلمته إيران من أمريكا على طبق من ذهب، واحتلّته هي الأخرى احتلالاً ثانياً أبشع وأسوأ، فما هو حال بلاد الرافدين بعد هذين الاحتلاليْن؟.

ليس هناك من يشهد على هذا الحال أفضل من العراقيين الشيعة الذين يقولون الحق ولو على ذوي القُرْبى، وها هو أحدهم يقول في مقطع فيديو مُتداول بأنّ «إيران فرضت واقعاً لا يمتّ للإسلام بصلة، فصار الشيعة يعيشون في ذكرى مناسبات مولد ١٢ إمامًا، ويعملون العزاء في ذكرى وفاتهم، وهذه ٢٤ مناسبة كافية لتعطيل التنمية طيلة السنة، ومعها عشرات المناسبات الأخرى التي تدور أيضاً حول الأئمة، وأصبح الشيعة لا يعملون، وشغلهم الشاغل هو الأئمّة الذين لا يضرّون ولا ينفعون، وعمّت البطالة أرجاء البلاد، فالقوم مشغولون بالمناسبات والحجّ إلى الأضرحة، وحتّى من يعمل منهم في وظائف تنموية يهملون أعمالهم خلال المناسبات لزيارة الأضرحة، والمدن أمست بلا كهرباء، ولا صرف صحي، ولا مياه، ولا طرق حضارية، إلّا القليل، ولا هوية سوى صور الأئمّة وصور المُلالي أصحاب العمائم السوداء والبيضاء، وسيطرت المليشيات المدعومة من إيران على كلّ شيء، وهي تغتال من يعارضها، وتكافئ العراقيين الذين يستقبلون السُيّاح الإيرانيين عند زيارتهم للأضرحة خصوصاً من يُقبّل أحذية السُيّاح، وصارت الحسينيات أهمّ من الجامعات والمستشفيات والمصانع والمزارع والوزارات، فأيّ حياة كئيبة هذه؟! إنّ جحيم صدّام حسين أفضل من جنّة إيران، ولا حلم لأيّ عراقي سوى الهجرة من بلده للأبد كي يعيش كالإنسان»، انتهى الاقتباس.

وهذه هي بضاعة إيران لكلّ دولة عربية لها نفوذ فيها أو حتّى ليس لها نفوذ بها، أيديولوجيا من التخريب والتدمير باسم الدين، فبئس البضاعة، وهل من متّعظ؟ ووالله وتالله وبالله إنّ ردع إيران هو واجب عربي وإسلامي مقدّس، بل ودولي، ولا أزيد عن ذلك حرفاً واحداً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store