* وهنا لك أن تتأمل عزيزي القارئ حال شوارعنا قبل ساهر وبعده، وكذلك وضع شوارعنا عندما تتعطل إشارة المرور وكيف يدخل الجميع في متاهة (عدي ولا تعدي)، وهو ما أعنيه هنا من أن التعويل على الوعي المجتمعي في النظام المروري مرحلة لم نصل إليها بعد في ظل وجود فجوة كبيرة لدينا بين المعرفة و(التطبيق).
* وهو ما يعني ضرورة البحث من قبل كل الجهات المعنية بذلك عن حلول لمعالجة هذا الواقع، مع ثقتي أن لديهم من الإجراءات ما سوف يحدث نقلة على هذا الحال، ولعل في وضع نقاط كمكافأة على الالتزام، يقابلها خصم من رصيد المخالفات المسجلة على السائق، ما سوف يصيب جملة من الفوائد منها: استصلاح أكبر عدد ممكن من قائمة المخالفين، والثاني سداد تلك المبالغ مقابل ارتفاع منسوب الوعي، مما سوف يضع حركة السير في شوارعنا أمام نقلة (التزام) أياً كانت دوافعه إلا أن المحصلة النهائية هي تحقيق السلامة المرورية.
* كذلك أرى في جانب ساعات التطوع مقابل السداد جانب متعدد الفوائد، شريطة أن يتم ذلك بطريقة مقننة تخضع لرقابة صارمة تحقق الغاية من ذلك، لأن الأهداف العليا أبعد من مجرد السداد إلى حيث أن يتم بناء وعي مجتمعي يؤدي في النهاية إلى أن نتمثل في شوارعنا كل ما نشاهده من تلك الصور (الراقية) في دول متقدمة من هذا العالم، وهي صور كان يجب أن نسبقهم إليها، منطلقنا في ذلك تعاليم ديننا الحنيف، التي ضبطت الحياة بنظام فائق الدقة صالح لكل زمان، ومكان.
* كما أن في وضع حد أعلى لإجمالي مبالغ المخالفات، يدخل السائق بعده في إجراءات نظامية رادعة كأن تسحب الرخصة، ويمنع من القيادة، وهو ما يصب في مصلحته أولاً، بدلاً من أن يستمر في المخالفات دون أن يستطيع السداد، وصولاً إلى تلك المرحلة التي يصطدم فيها بواقع حتمية السداد على طريقة الاتجاه (إجباري)، وهذا سوف يباشر أثره في حصول الانضباط إن لم يكن لذاته فخوفاً من الوصول إلى تلك المرحلة (القاسية)، وكل ذلك هدفه تحقيق السلامة المرورية، وخلق بيئة وعي مجتمعي يقدر أن سلامة الطريق مسؤولية الجميع.. وعلمي وسلامتكم.