سُبل الخير مُتعددة، وليست حكرًا على بناء مسجد، خاصة في داخل المملكة، مع وجود الكثير من المساجد ولله الحمد، هناك سُبل تحتاج منّا أن نسلكها، كدعم جمعيات النفع العام التي تُقدم خدمات تخصصية.. وكمثال على هذه الجمعيات هناك جمعيات رعاية المرضى.
هذه الجمعيات بحاجة لدعم مادي كبير، وكذلك هي تحتاج مراكز تخصصية بدلاً من التنقل من موقع إلى آخر.. وأنا مؤمن إيمانًا عميقًا بشهامة ونُبل رجال وسيدات الأعمال في بلادي، وأنهم متى ما وصل لهم من بيده فكرة، سيجد دعماً لها.
يوم الخميس الماضي تشرفت بزيارة جمعية إرادة للتوحد بحفر الباطن، سرّني ما رأيت من طموح لدى المجموعة التي تقف خلف هذا العمل، وشعرت بالزهو والفخر لوجود أخصائيين سعوديين متطوعين مجاناً لتقديم خدمات علاجية وسلوكية لمرضى التوحد، ودعم الأُسر عبر تقديم دورات معرفية بكيفية التعامل مع الطفل.
رأيت لمسات لبعض الدعم، من قِبل أُناس رفضوا أن تُذكر أسماؤهم.. أحدهم تكفّل بفاتورة كهرباء والآخر بأجهزة، وهناك من قدّم دعمًا لإيجار المبنى، هذه الأعمال البسيطة صنعت فارقًا وعجّلت من خطوات العمل.
الآن هناك ١٥٠ طفلاً على قوائم المُسجلين في إرادة للتوحد، هم بحاجة لدعم ماديّ، وهذا أمر يجب أن نتكاتف جميعاً لتقديمه من أجل فئة غالية من أبنائنا، ليحصلوا على خدمة مميزة، وكذلك لا أنسى دور الأُسر الميسورة والتي وفقها الله للتصدي لعمل الخير دائماً أن تتقدم بما تجود به أنفسهم لبناء مركز بسيط للجمعية، ليكون العمل مُستداماً، وبلا شك أمانة حفر الباطن ستكون في أول الصف، وستُقدم للمتبرعين الأرض التي سيُقام عليها المركز، ما رأيته في الجمعية عبارة عن خدمات تكاملية تنوَّعت بين العلاجات السلوكية والمعرفية، وهذا سيصنع أثراً إيجابياً لكل حالة.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
