إن الكرم -يا قوم- أنواعٌ مختلفة، وله تطبيقات كثيرة، ولا أبالغ إذا قلتُ إنني وجدتُ الكرم في الغرب أكثر منه في الشرق، وإليكم بعض النماذج التي وجدتُها في الغرب، وهي تدخل في صميم مفهوم الكرم: مثلاً: خدمة الزبون، فأنت إذا دخلت أي شركة استقبلك الناس بكل ابتسامة قائلين لك: «كيف نستطيع مساعدتك؟»، وإذا أردتَ أن تعبر الشارع تسابق السائقون إلى إعطائك الفرصة لعبور الشارع.. أما إذا تُهتَ في الشوارع وسألتَ أحد المارّة ليدلّك على وجهتك، ستجد أن من سألته يعطيك اهتماماً كبيراً، وقد يُنفق معك خمس دقائق لكي يشرح لك كيف تذهب إلى وجهتك.
حسناً، ماذا بقي؟
بقي القول: يجب إعادة النظر في مفهوم الكرم، خاصة تلك الولائم التي تُقام لك، وإذا انتهيتَ من أكلها تقول للداعي:
«كثّر الله خيرك»، وبعد أن تأكل عنده يطلب منك خدمة، فإذا لم تستطع تحقيقها، تحوّلت الصداقة إلى عداوة، وبدأ يقول للناس: «فلان اللي عزمته ما فيه خير، طول عمره ياكل عندنا، ولمّا طلبنا منه خدمة لم ينفذها لنا»، لذلك أنا من دعاة أن تكون الولائم و»العزائم» على طريقة نظام الباي أو «القَطّة» أي كلّ واحد مسؤول عن فاتورته.