Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

الاعتماد الأكاديمي (ABET) لكلية العلوم

A A
تقوم جودة الحياة على أساس نظام المراقبة والمحاسبة على الأداء للأفراد على كل صغيرة وكبيرة حتى القول كما قال تعالى (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ، مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، فمنذ أن يكلف الإنسان في سن البلوغ إلى أن يتوفاه الله بينه وبين ربه عقد على فترة الحياة في أن يكون العمل فيها خالصًا لوجهه الكريم وأن يكون على مستوى عال من الأداء في كل قول وعمل، لذلك يسمى يوم القيامة يوم الحساب، وكمنهج محاسبي من الله أنزل الكتب وكمنهج عملي أرسل الرسل (الآيات القرآنية والتوجيهات النبوية) التي تدل البشر على الأخذ بأسباب جودة العمل في الحياة واعتماد أجود العمل (أحسن العمل) كما في قوله تعالى (وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) فإذا كانت جودة العمل في الحياة مطلب رباني فإن البحث عن جودة العمل في شؤون وأمور الدنيا مطلب كذلك، ومن حق البشر أن يكون ذلك هو المسلك للتعامل في أداء الأعمال والتحقق منها والمحاسبة عليها.
ومن هنا كان القبول بالبحث عن جهات نظامية تقيم الأعمال وفقًا لأنظمة تعمل على تحسين الأداء وتحقيق الجودة، وكانت كثير من الجهات تبحث عن من يقيم أداءها ويساعدها في تحقيق الجودة من خلال متخصصين في أنظمة الجودة وعلى هذا كان التوجه في التعليم في العالم ومنه الجامعات بحثًا عن الارتقاء بالمستوى والوصول للمعايير العالمية، وكانت جامعة الملك عبدالعزيز سباقة في ذلك فأنشأت وكالة مستقلة للتطوير وعمادة مستقلة للجودة وحققت العديد من الاعتمادات إلى أن جاء الدور إلى كلية العلوم فتحركت وتحرك شطري الكلية وكان التحدي واضحًا لإظهار مستوى الكلية وفق الشروط العالمية للجودة عبر أشهر مجلس اعتماد تعليمي عالمي في الجودة في أمريكا وهو ABET فإذا تركت معكم كل الشكليات المطلوبة للحصول على الاعتماد العالمي من تهيئة الفصول والمعامل والمكاتب وتحقيق المستوى العالي لكل ذلك وإن كان أخذه في الاعتبار مهم لدى جهات الاعتماد وتحقق بفضل الله إلا أنني أقف احترامًا لثلاثة أمور تلمستها عن قرب أولها روح العمل كفريق واحدٍ من أعلى سلطة في الجامعة، رئيسها إلى أقل شخص قدم خدمة للموضوع، وثانيها جهد شطر الطالبات المميز في أداء المهام، وثالثها وهو المهم الإنجاز العلمي الكبير لنيل شهادة الجودة العالمية في التعليم الجامعي لكلية العلوم الذي يعني جودة ملف المواد العلمية للكلية خاصة محتواها بحيث يماثل نظيره في أي جامعة عالمية من حيث المراجع وحداثتها وطريقة التدريس والاختبارات والأسئلة والأجوبة ومراجعتها الاعتماد كملف من جهات عالمية فكل مادة علمية تناقش من قبل متخصص في الجودة منهجهًا وتدريسًا وما يدرس فيها بحيث يجب أن يكون وفقًا للمعايير العالمية وهذا أهم شيء فالموضوعات والمراجع بالإضافة إلى طريقة التدريس والاختبارات كلها تراجع من قبل متخصصين في الجودة التعليمية وهذا ما تحقق للبرامج المختلفة لكلية العلوم ومنحت به شهادة الاعتماد الأكاديمي الأمريكي ABET وكنت قريبًا من ثلاثة برامج تخصني في قسم علوم الأحياء هي برنامج علم الحيوان وبرنامج علم النبات وبرنامج الأحياء الدقيقة لمرحلة البكالوريس وكانت من أوائل البرامج التي اعتمدت، فشكرًا لكل فرد أكاديمي أو إداري سخر نفسه وجهده وقلبه لكليته كلية العلوم إلى أن تحقق هذا الإنجاز العالمي والمرحلة القادمة هي الأصعب وهي مرحلة الحفاظ على هذا الإنجاز لأنه اعتماد لمدة خمسة سنوات وفي ظني أن الإنجاز يمنح النفس مزيدًا من الاعتزاز، وكانت فرحة كلية العلوم بذلك كبيرة جدًا (وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ).
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store