الناجحون فقط هم من يخططون وفق إيمان عميق بما يمتلكون من قدرات وإمكانات ويشخصون واقعهم ويعملون بمنهجية علمية قائمة على تحليل حقيقي لنقاط القوة ونقاط الضعف والبحث عن الفرص المتاحة لاستثمارها والارتقاء بعمل وأداء مؤسساتهم وكذلك رصد التحديات التي تواجه تحقيق الأهداف لمعالجتها من خلال استشارة الخبراء والمختصين وذوي الكفاءة العالية في المؤسسة.
أكتب هذه الكلمات لتعميق أهمية التخطيط الاستراتيجي لكل شخصية قيادية في وطني تريد أن تشارك في دفع عجلة التنمية وتحقيق رؤية وطن وللاستثمار الفعلي في رأس المال البشري؛ لنسهم معًا في رفع معدلات الاقتصاد الوطني.. تساءلت بيني وبين نفسي ما الذي يمنع كل مؤسسة في خلق بيئة محفزة ومنجزة لموظفيها؟؛ وكم تمنيت من أعماق قلبي العمل في مثل هذه البيئات السعيدة فيما تبقى لي من عمر أقدم فيه خلاصة خبرتي استثمار علمي وكل الدورات والشهادات التي حصلت عليها، وعدت للواقع بعد حلم للحظات وقلت لنفسي مرة أخرى الحلم سيتحقق ربما لغيري ولأجيال قادمة، كم أحب عملي ولكن هناك فرق كبير فيما تقدمه المؤسسات التي تسعى لنيل رضا الموظفين وتحقيق معايير الانتماء الوظيفي، وإنشاء أقسام ووحدات متخصصة في تحقيق معايير السعادة؛ ومؤسسات أخرى تتجاهل روح الإنسان ولا تحترم ولا تقدر تاريخه ولا عطاءه، ويبقى التحفيز الداخلي الذي يعول عليه كثيرًا لإكمال مشوار الحياة الوظيفية.
نصيحة خبير قضى ما يقارب ربع قرن على رأس العمل ابحثوا عن شغفكم الحقيقي في هذه الحياة واستثمروا في عقولكم وعيشوا بطاقة إيجابية وتفاؤل كبير فما عند الله باق لا يضيع، تذكرت وأنا أكتب الآن كلمات امرأة استكثرت عليّ يومًا القاء كلمة في محفل وهي معي تلقي كلمتها ولم يرض غرورها ولا إحساسها بتفردها بين كل البشر بأنها استغربت كيف استطعت الوصول إلى ماوصلت إليه وأنا أراه قليلا جدًا ومتواضعًا جدًا؛ فرددت عليها بكل ثقة وايمان بأن الله جل في علاه بيده مفاتيح الخير كله والعطاء الرباني يسعنا جميعًا بدون احقاد ولا حروب رخيصة فما قدر لكل منا سيناله وما لم يقدر لن تراه أعيننا.. والسعيد حقًا من ترك بصمة خير له في هذه الحياة الدنيا الفانية.
في نهاية عام ميلادي مضى وانتهى وبداية عام جديد مقبل ما أجمل أن تستحضروا منجزاتكم الحقيقية وتفتخروا بها وتحتفلوا وتخططوا بمنهجية علمية في ملف خاص يتحدث عن تحليل لواقعكم وبحث في مكنونات نفوسكم وفي عقولكم، ما هي أحلامكم التي تودون تحقيقها ولكن الحلم لا يكون حقيقة إلا بالعمل وبذل الجهد والعزيمة والتوكل على الله في كل الأمور صغيرها وكبيرها وبناء علاقات إيجابية مع الجميع وبذل روح التسامح والعطاء وحب الخير لكل الناس والايمان بالتنوع الثقافي والاستفادة من كل لحظة في حياتنا واستثمار الفرص المتاحة لنا في كل مجال حتى نصل للهدف المنشود وعيشوا السعادة الحقيقية مع من تحبون في كل لحظة وحين الحياة تستحق أن نعيشها بحب كبير وبقلب عامر بالخيرات وشكرًا من الأعماق لمن كان وجودهم في حياتي خلال هذا العام مصدرًا حقيقيًا لسعادتي وممتنة لرب العالمين أن رزقني كل هذه القلوب العامرة بالحب الحقيقي.