Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. بكري معتوق عساس

.. ويسألونك!!

A A
من ذاكرتي في أيام البعثة إلى بريطانيا، خطبة جمعة لم أنسها، على الرغم من مرور ما يزيد على ثلاثة عقود لما تضمنته تلك الخطبة من معاني إيجابية بليغة، يعرفها الإنسان منا على وجه العموم، ولكن عندما يُذْكَّر بها تجده من المبصرين. تلك الخطبة ألقاها أحد الطلاب المبتعثين السعوديين، وكانت محل استحسان مَن شهدوا صلاة الجمعة في ذلك اليوم، وكانت مضمونها «العلاقة بين العبد وربه».

وقد ذكر الخطيب -آنذاك- الكثير من الآيات التي كانت إجابة للأسئلة التي ترد للنبي -صلى الله عليه وآله سلم- والتي منها:

(ويسألونك ماذا يُنفِقُون قُل العفو (219 البقرة))، (ويسألونك عن اليتامى قُلْ إصلاح لهم خير (220 البقرة))، (ويسألونك عن المحيض قُلْ هو أذى(222البقرة))، (ويسألونك عن الروح قُلْ الروح من أمر ربي (85 الإسراء))، (ويسألونك عن ذي القرنين قُلْ سَأتلوا عليكم منه ذكرا (83 الكهف))، (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا (105 طه))، (يسألونك عن الأهلَّة قُلْ هي مواقيت للناس والحج (189 البقرة))، (يسألونك ماذا ينفقون قُلْ ما أنفقتم من خير فللوالدين (215 البقرة))، (يسألونك عن الخمر والميسر قُلْ فيهما إِثْمٌ كبير (219 البقرة))، (يسألونك ماذا أُحِلَّ لهم قُلْ أُحِلَّ لكم الطيبات (4 المائدة)، في كل الآيات السابقات، نجد أن الله سبحانه وتعالى كان يقول: قُلْ! بينما في الآية التي يقول فيها الحق تبارك وتعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيبُ دَعوة الدَّاعِ إذا دَعَانِ (186 البقرة))، لم يقل: قل لهم إني قريب، وإنما تكفَّل سبحانه وتعالى بالإجابة، هو يُدْعى سبحانه وتعالى بلا واسطة، وهو يُجيب مباشرة، وذكر المفسِّرون أن الفاء في الجواب (فإني)، جاءت لتفيد السرعة التي تتناسب مع هذا العطاء الرباني العظيم، وهذا يعني أن العبد لا يحتاجً إلى وسيط بينه وبين ربه، بل يكفيه أن يرفع أمره إلى الله مباشرةً، وهذا ما وجَّه به الرسول الأعظم، حيث جاء في الحديث قوله: (وإذا سألت فاسأل الله).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store