Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

وما أدراكم ما الجرعة الثالثة؟!

A A
لم يمسّني نصبٌ ولا وصبٌ بعد أخْذي للجرعة الأولى والجرعة الثانية من لقاح كورونا، وكلّ الذي شعرت به بعدهما هو ارتفاع طفيف لا يتجاوز فاصلة ثلاثة من عشرة درجة مئوية فوق درجة حرارتي الطبيعية، واستمرّ سُويعة وذهب مع الريح مع الاعتذار لاقتباسي اسم الفيلم الأمريكي الشهير «Gone with the wind» حتّى دون تناولي لمُخفّض الحرارة.

أمّا بعد أخّذي للجرعة الثالثة التي يُسمّونها الجرعة التعزيزية، وأرجو أن تكون كذلك، يعني تعزيزية وليست تعزيرية بقلب حرف الزاي الثانية إلى حرف الراء، فقد واجهْتُ أزمة صحية بعدها لا أذكر أنّني واجهْتُ مثلها طيلة حياتي!.

فالألم الذي أصاب ذراعي التي استقبلت حقنة الجرعة كان شديداً لدرجة لم أقدر على فتح غطاء قارورة مياه صحية لوحدي، بعد أن كنت قادراً على فتحها بإصبعيْن من أصابعي هما السبابة والإبهام!.

وارتفاع درجة الحرارة المصحوب بالقشعريرة المزعجة، أو الحٌمّى، كانت مثل من تطردها من باب بيتك بمُخفّضات الحرارة فتأتيك من نافذته بأقوى ممّا كانت عليه، طيلة النهار والليل، وتحرمك من النوم والتمتّع بمباهج الحياة، ولولا أنّ نبيّنا وسيّدنا وحبيبنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم نهانا عن سبِّها لسببْتُها، وهي كما قال عليه الصلاة والسلام لأمّ السائب بعد أن سمعها وهي تقول: لا بارك الله في الحٌمّى، قال لا تسبّيها فإنها تذهب بخطايا بني آدم كما يذهب الكير بخبث الحديد، وأنا خطاياي كثيرة، فيا من يغفر الخطايا اغفر لي مغفرة تامّة.

ولا أنسى آلام الجسم، من قمّة الرأس لأخمص القدم، وصار جسمي مثل خشب جذع الشجرة الذي ينقره الطائر المعروف باسم نقّار الخشب، وأنتجت هوليوود في الماضي فيلم كرتون عنه اسمه «Woody wood pecker»!.

حسناً، ماذا بقي؟

بقي القول إنّه رغم كلّ هذه المعاناة التي يتعرّض لها الكثير ممّن يأخذون الجرعة الثالثة، إلّا أنها ما زالت الوسيلة الوحيدة للتعامل مع الفيروس وخطره، وعلينا احترام العلم وما وصل إليه علماء الطب، وعلينا الثقة بجهاتنا الصحية التي تبذل جهداً كبيراً للتعامل مع الجائحة، وإنّي داعٍ فآمّنوا معي: اللهم اكشف عنا الغمّة، وأعد إلينا الحياة الطبيعية، وعافنا ممّا ابتليتنا به إنك أنت العفو الغفور الرحيم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store