Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

المصافحة.. والعدوى

A A
تعتبر المصافحة والتلامس اليدوي أحد العوامل الرئيسة في انتشار العدوى بفيروسات كورونا، ناهيك طبعًا عن القبلات والأحضان ومقاربة الأنف إلى الأنف، فهذه التصرفات «المتطبعة واللا واعية «من أكثر الأمور مساعدة للفيروس على الانتشار والعدوى.. وسبق أن أوضحت في كتابي «فيروس كورونا المستجد COVID 19» أنه عند نزول كورونا في ساحة أحد من القوم أو الناس أو العائلة أو الزملاء أو الأقارب أو مرتادي المساجد أو حاضري الفعاليات أو أي مكان يكون فيه «لقاء واجتماع» أن التصافح باليد والتقارب الفمي والأنفي أكثر خطورة من أي تصرف آخر.

إن منحنى الحالات في المملكة يشير بوضوح أن هناك زيادة مضطردة في انتشار كورونا وقد أشار إلى ذلك معالي وزير الصحة حيث قال: «نرصد حاليًا ارتفاعًا في عدد الإصابات بفيروس كورونا ونتوقع زيادتها خلال الأيام القادمة».. وأرى للأسف في كل مكان رغم استخدام الجميع للكمامات إلا أن هناك مصافحة باليد منتشرة بشكل واسع وكذلك انتشار تقارب أقوى مصادر العدوى (الأنف والفم) وفي هذا تحقيق لانتشار الفيروس، وأحاول جاهدًا النصح لكل من ألقاه بعدم المصافحة لكن الكل يقول عبارة «توكل على الله يارجل» ولا أرى مناسبة لربط التوكل على الله بأخذ الوقاية بعدم المصافحة، ومن هنا أقول إذا أردنا دحر الفيروس الكوروني فأمتنعوا عن «المصافحة» وانشروا ثقافة عدم التلامس اليدوي وحب الخشوم وتقبيل الأيدي في العمل أو المنزل وبين الأقارب والجيران أو أي مكان خاصة الشباب لأن السلالة الجديدة أكثر انتشارًا بينهم.

إن أكبر ما يميز هذه السلالة الكورونية هي سرعة انتشارها، والمصافحة تساعد على الانتشار المباشر ومن فضل الله أنها سلالة ذات أعراض خفيفة وأنها لا تتخذ من الرئتين هدفًا لتكاثرها وسكنًا لها وأنها تبقى إلى حد بعيد في القصبة الهوائية والجزء الأعلى من جهاز التنفس في عموم المصابين بها، ولكن يبقى لها خطورة كبيرة على بقائها في المصابين بالأمراض المزمنة أو الحادة من خطورة استغلالها لانشغال الجهاز المناعي بالمرض وبالتالي ضعفه في مواجهتها فتعمل على تهتك أنسجته أو انتشارها في أعضاء أخرى غير الجهاز التنفسي، ومن هنا تشكر الجهات المسؤولة على الأخذ بالأسباب الوقائية ما أمكن ولنساعدها في عدم المصافحة وتعقيم الأيدي والحذر من الانتقال الموضعي عبر اليدين بالإضافة إلى التباعد وارتداء الكمامة وقبل ذلك الالتزام بالقرب من الله وحفظه من خلال الأدعية المأثورة.

إن سبب عودة سلالة كورونا كوفيد ١٩ بسلالة جديدة يعود إلى عدة عوامل لعلي أوضحها في مقال مستقل إن شاء الله، والحمد لله أن دولتنا أخذت بالأسباب الوقائية التي أولها وأهمها التطعيم وأخذ اللقاحات إلى أن وصلت إلى جرعتها الثالثة التنشيطية والمعززة للجهاز المناعي في مقاومة الفيروس من خلال جنده المتعهدين بملاحقة الفيروس في داخل أجسامنا، أعني الأجسام المضادة، ويعتبر اللقاح سببًا بعد الله في أن تكون أعراض المرض خفيفة وحد بشكل كبير من دخول المستشفيات لأن الإحصائية في وزارة الصحة تشير إلى أن أغلب من في العناية المركزة هم من غير مستكملي التحصين ويبقى مع أخذ اللقاحات ضرورة الأخذ بالاحترازات والتوجيهات درءًا للإصابة والعدوى من السلالات الجديدة.. وأسأل الله لكم ولي الحفظ والرعاية والعناية والله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store