Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

وشهِدَ شاهدٌ من أهل مستورة!

A A
في مقالٍ سابقٍ لي، وإثْر مشاهداتي الشخصية، ضربْتُ قرية مستورة الواقعة على الطريق بين جدّة وبين المدينة المنوّرة كمثال لضرورة الالتفات لتنمية وخدمة قُرانا بأفضل ممّا نُمّيَت وخُدِمَت به، وإكسابها جاذبيّة العيْش فيها، لسببين هُما تفادي هجرة أهل القُرى من المواطنين إلى المدن، وعدم ترْك القُرى للأجانب الذين أحترمهم وأقدّر مساهمتهم التنموية لكنّهم صاروا يشغلون جُلّ المهن في القُرى إن لم يكن كلّها، خصوصاً في القطاع الخاص، وبعض الأجانب قد يكونوا مخالفين لأنظمة الإقامة والتجارة، وهذه مشكلة أخرى تزيد الطين بلّة!.

وحينها انتقدني البعض، وأتهمني بالمبالغة، ولهذا أخصّص هذا المقال للمواطن «س. ح» من أهل مستورة، الذي بعث لي برسالة شخصية يقول فيها أنّه أحد مُلّاك مخطّط الكورنيش في مستورة، وقد أنهى بناء مسكنه قبل ٤ سنوات، وما زالت الخدمات غير مكتملة، كالإنارة والترصيف والطرق الداخلية فضلاً عن الحدائق والنوادي والخدمات الاجتماعية، وبعد طول «انتظااااااار» وبسبب مبدأ «محلّك سِرْ» الذي تتعامل به الجهات المعنية، قرّر اصطحاب أهله والهجرة إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي تتوفّر فيها الخدمات، رغم أنّه خطّط لحلم عمره وهو إنشاء نادي لسباق الخيل في مستورة، وفتْح أبواب ٦ مهن تتعلّق بالسباقات، وهي السائس والمدرّب والصيدلي والبيطري والفنّي وسائق الشاحنة، وإشغالها بالمواطنين، لكنّ الرياح تجري بما لا تشتهي سفن المواطنين الراغبين في إفادة قُراهم، فمتى يتحقّق حلمه؟ عسى ذلك يكون قريبا!.

«شُفْتُوا؟» هذا مثال واحد لمواطن واحد هو شاهد واحد من أهل القُرى لما قد يحصل جرّاء نسيان القُرى، وهناك أمثلة كثيرة غيره، وليست وظيفتي إحصاءها ثمّ سردها، فوظيفتي هي تسليط الضوء على المشكلة بعمومية، والمشكلة ليست محصورة في مستورة، بل هناك مئات القُرى التي تتميّز كلّ واحدة منها بفرص استثمارية مختلفة عن غيرها، وفيما لو نُمّيَت هذه القُرى وخُدِمَت بشكل أفضل لما هاجر منها أهلُها، ولوَلّدُوا لنا فيها ما تجود به نفوسهم ومواهبهم ووطنيتهم.

وللمرّة التسعطعشر، ورزقي على الله، ألا هل بلّغْت؟ اللهم فاشهد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store