ولنا في بدايات الجائحة العالمية (كوفيد19) مثالاً حيّاً على عزة السعودي بالله ثم بقيادته ووطنه، حيث سيّرت المملكة أضخم الأساطيل الجوية إلى قارات العالم الخمس لإعادة المواطنين السعوديين إلى بلادهم معززين مكرمين.
تلك الشخصيات هي من الكفاءات العالية وقدّموا للمملكة خدمات جليلة من خلال خبراتهم وعلومهم، وكان لهم الأثر الإيجابي في خدمة هذا البلد المعطاء الذي ولد بعضهم وترعرعوا فيه، وقضى بعضهم فيه ما ينيف على نصف قرن، ولذا جاء قرار قيادتنا الرشيدة الحكيم بمنحهم جنسية البلد الذي هوت إليه أفئدتهم.
وتمثل هذه المرحلة من التجنيس خطوة عالمية رائدة، لما فيها من انفتاح ثقافي يواكب رؤية المملكة 2030 ويعزز أهدافها، ومن جانب آخر يجب الإشارة إلى أن مثل هذا الأمر ليس بجديد فقد سار قائد البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان على خطى الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- الذي بدأ باستقطاب النخب الثقافية وتجنيسهم ليسهموا في مشروعه الوطني الوحدوي من خلال ما لديهم من تخصصات واهتمامات ثقافية متنوعة.
يؤكد تاريخ المملكة إذن بأنها كانت منفتحة من خلال التجنيس وربطه بالكفاءة، وأن هذا ليس بجديد على بلادنا بل تم منذ عهد المؤسس واستمر من بعده، إلا أن ما تشهده المملكة من تطور نوعي منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 قد وضع معايير جديدة تلبي هذا التطور النوعي المتسارع وتتيح الفرصة أمام من يريد أن يخدم هذه البلاد المباركة التي استقبلت منذ فجر تاريخها كل من أحبها وأخلص لها.
وهذا ما يبعث على التفكير بأننا سنشهد السنوات القليلة القادمة وفرة في الإنتاج والكفاءات البشرية.. وفي الوقت ذاته تكون جنسية مملكتنا الحبيبة حلماً لكل المبدعين الذين يتوقون إلى أن يكونوا شيئاً مذكوراً.