كانت زيارتي مؤخرًا للعاصمة الحبيبة الرياض موفقة جدًا حين أكرمني الله -بصحبة أخ كريم- بالذهاب لجمعية الأطفال ذوي الإعاقة في قلب العاصمة وهي جمعية رائدة في العمل الخيري المؤسسي لمواجهة الإعاقة وتحجيم آثارها على الفرد والمجتمع وتأهيل الأطفال المعوقين لتجاوز سلبيات الإعاقة ومساعدة المجتمع في التصدي لأسبابها والتعامل معها. سألت عن عمر هذه الجمعية فقيل لي تجاوز الأربعين عامًا وكانت فكرة رائدة ومتميزة من قبل الدكتور غازي القصيبي رحمه الله في ذلك الزمان وتبنى الملك سلمان الذي كان أميرًا للرياض تقديم الدعم الكبير للجمعية من قبل الدولة فكان لها ذلك على مر السنين، وأصبح للجمعية أحد عشر فرعًا في عدد من مناطق المملكة لتقديم الخدمات النوعية وتوفير أفضل مستوى منها برؤية طموحة تعمل على تقديم النفع لأطفالنا من ذوي الإعاقة وأسرهم وتضمن لهم حياة كريمة ترضي تطلعاتهم، وبرسالة سامية لتقديم خدمات طبية وتأهيلية وتعليمية باحترافية عالية وفق معايير عالمية عالية المستوى، وبقيم رأيتها بأم عيني يتمثلها كل من يعمل ويدير الجمعية بشفافية عالية ونزاهة وعدالة ومساواة وتكافؤ للفرص ومشاركة مجتمعية وتعليم وتأهيل وتعاون بين الجميع، لم تكن تلك القيم أحرف سطرت على ورق، بل واقع عشته معهم في لحظات هي بعمري كله.. نعم عندما رأيت ذلك الطفل الذي يتكئ على خشب ويتحرك ويمشي وعيني والده ووالدته يرقبانه بحب وبفخر كبير لما تحقق له من إنجاز حركي، بهرني ذلك الوالد عندما قال قبل شهر ابني لم يكن يمشي ولا يتحرك إلا بصعوبة وقد تغيرت أحواله 180 درجة فاللهم لك الحمد. وتلك الطفلة التي تجلس برفقة معلمتها تعلمها وتدربها وتتعامل معها وفق منهجية علمية وبكل حب واستشعار للأمانة والمسؤولية رأيت السعادة ترفرف في أجواء المكان وأرواحًا تحلق في السماء ومعية إلهية تمد العاملين والعاملات بالطاقة الإيجابية والفخر بالمنجز الحقيقي.
خاتمة زيارتي كانت في لقاء الأمين العام للجمعية الأستاذ عوض عبدالله الغامدي توقفت كثيرًا عند حديثه وكلماته التي توزن بالذهب على مدار أكثر من ثلاثين عامًا وهو يعمل في هذا المجال وبمعية رئيس مجلس الإدارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، يعلم حقيقة أن هذه أمانة عظيمة ونعمة كبرى من رب العالمين عندما يسخرنا لخدمة ورعاية ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة ويحكي لنا كثيرًا من قصص النجاح التي تحققت بفضل الله أولا ثم بدعم القيادة الحكيمة ومشاركة فاعلة من كل أبناء وبنات الوطن الذين يجتمعون دومًا على دروب الخير والعطاء والحب ويمارسون دورهم الفاعل في الشراكة المجتمعية.
خاتمة القول لن أوفي القائمين على هذه الجمعية حقهم ولا قدرهم بكلمات معدودة لكن نبضات قلبي تعبر لهم عن كل الامتنان لدورهم الإنساني الكبير ودعوات خالصة لهم في ظهر الغيب وكلمات أقدمها لهم دعمًا وإشادة وتقديرًا وأرجو من كل من يقرأ هذه الكلمات أن يتابع موقع الجمعية على صفحات الويب ومناشطهم ويقوم بزيارة فروعهم في المدينة ومكة والجوف وحائل وعسير وجازان والرس والباحة فخير هذه الجمعية ممتد على امتداد الخارطة الجغرافية للمملكة العربية السعودية الوطن الذي يجمعنا.