Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

حتى راتب ٥٠٠٠ ريال لا يكفي!!

A A
في معرض تعليقه على مُقترح توطين مهنة عامل النظافة في الشوارع، رفض مستشار الموارد البشرية بدر العنزي توطين مهنة عامل النظافة، بسبب وجود مهن كثيرة أوْلى بالتوطين، في قطاعات التمريض والهندسة والتقنية وغيرها، ولم تُوطَّنْ بعد، ولأنّ مهنة عامل النظافة ستقتل طموح المواطن السعودي، وليس هناك احتياج فعلي لتوطينها، وراتبها الشهري يتراوح بين ٤٠٠ و٦٠٠ ريال، وقد صدق العنزي والله وتالله وبالله فيما علّق به، ولا فُضّ فُوه.

غير أنّ الجزء الذي لفت نظري في تعليقه هو قوله بالحرف الواحد إنّ راتب ٥ آلاف ريال لا يكفي حاجة المواطن السعودي، وهو ما سأركّز عليه فيما تبقّى من المقال!.

فبسبب الغلاء الذي مسّ كلّ شيء يُشترى أو يُباع، وكذلك تضخّم فواتير الخدمات والأقساط، وتكاثر أشكالها، فقد راتب الموظّف بريقه الذي كان عليه في الماضي، وبعد أن كان الراتب محدوداً صار مهدوداً، بل ويُستنزفُ سريعاً خلال الأيام الأولى من صرفه، وعندما أقول «يُستنزف» أقصد كُلّه وليس جُلُّه أو بعضه، بطريقة يستحيل الادّخار معه، ولهذا سطعت ظاهرة اقتراض النّاس من البنوك ومن بعضهم البعض، مثل سطوع الشمس في رابعة النهار، وربّما لا نجد مواطناً موظفاً غير مقترض، في فترات كثيرة من حياته، ورواتب الموظّفين خصوصاً في القطاع الخاص قد لا تصل لهذا المقدار، أي ٥ آلاف ريال، فما بالكم بالرواتب التي دونها وهي ٣ أو ٤ آلاف ريال التي تتعامل بها الكثير من الجهات، إنّ مواعيد صرفها للموظفين لم تعد سعيدة ولا مُفرِحة، لأنّها كما يقول بعضهم تجيء في الصباح وتروح في المساء، وتوطين الوظائف في نظري مهمّ للغاية، لكنّ التوطين ليس فقط زحزحة الأجنبي عن وظيفة ما وإحلال المواطن فيها، فهذا توطين ناقص، أمّا التوطين الكامل فهو التوطين الذي ينتج عنه وضع المواطن بسبب توظيفه في ملاءة مالية مُريحة له ولمن يعولهم!.

فضلاً لا أمراً، وطِّنوا الوظائف توطيناً كاملاً لا نُقصان فيه!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store