شخصيًا أظن أن هناك مما قيل فيه صحة بعد الشهر السابع من التكوين حيث يكون التهيؤ لاستخدام الجنين أجهزته العضوية جاهزًا في الشهرين الأخيرين من الحمل كفترة تدريبية بطريقة أو أخرى لم يدركها البحث إلى الآن، هذا على مستوى العلاقة الخارجية مع الأم، في الجانب الآخر هناك تفاهم كبير جدًا بالعلاقة الداخلية بين الجنين وأمه من خلال المشيمة والتفاهم الهرموني والفسيولوجي والخلوي بين الطرفين على كثير من الأمور والاحتياجات العضوية، ومما ثبت علميًا أن أي نقص مواد لتكوين الجنين خلال فترة الحمل يحتاجها الجنين تعبر عنه الأم باحتياجها إلى تلك المواد من خلال ما يعرف بالوحم أو طلب غذاء بعينه نظرًا لاحتياج الجنين له في تكوين أعضائه وذلك من خلال رسائل بين الخلايا تصل إلى دماغ الأم تلح عليها بعمل طلب «order» لغذاء معين تتلذذ به الأم ليصل إلى جنينها فيبني به جسمه.
ومن أحدث البحوث في هذا المجال أن الأم عندما ترغب بالحاح في طلب غذاء معين أو فاكهة إنما هو بطلب من جنينها لنقص غذائي يعاني منه في تكوينه كما ذكرت أعلاه ومن المتوقع علميًا في المستقبل أن يتمكن الإنسان من زراعة شريحة الجوال في ناحية من دماغه ومن خلالها يكون التواصل بين الأم وجنينها مما يمكن الجنين في بطن أمه أن يتواصل هو أيضًا معها من خلال ما يعرف بيولوجيًا بالإشارات الخلوية Cell signaling (نظام معقد للتواصل بين الخلايا يحكم الفعاليات الخلوية الأساسية والموجهة) عبر النواقل العصبية التي تستهدف توصيل الرسالة من الجنين إلى أمه عبر شريحة الجوال، ومعظم البحوث اليوم تركز على دراسة الإشارات الخلوية بين الخلايا خاصة ما له علاقة بالأمراض الخطيرة مثل السرطان أو ما له علاقة بالخلايا المناعية، تستهدف فك طلاسم ورموز تلك الإشارات لتقترب منها وتعرف محتواها وبالتالي تعمل على الاستفادة منها في الوصول إلى العلاج المناسب للأمراض، أدرك أن هذا قد يكون من الخيال العلمي وما هو اليوم من الخيال العلمي سوف يصبح يومًا ما حقيقة علمية لأن كثيرًا مما نراه اليوم من تقدم وحقيقة كان يومًا ما خيالاً علميًا وفوق كل ذي علم عليم والله سبحانه وتعالى هو العليم الذي فوق كل علم.