(لا) شيء يغني أبدا عن صرير الحروف، و(لا) شيء يكون أبدا في مكان غيره، وهذه حقيقة، والقادم بإذن الله يكون أجمل مما نتوقع، وما علينا من أولئك من مشاهير الفلس، أولئك التعساء الذين ينتشرون في كل مكان، حتى باتوا كالهمِّ على القلب، يُمارسون كل شيء ضد العقل والمنطق، معتقدين أن الشهرة هي فقط في التعري، والخروج عن المألوف والقِيَم، بينما الشهرة أمانة، والثقافة (لا) تأتي هكذا وحياً، بل تأتي من خلال تعب سنين وقراءة واعية؛ تمنح صاحبها قدرة على التفكير المنطقي، وتُمكِّنه من استشراف المستقبل بعيونٍ يقظة، ترى ما لا يراه الآخرون أبداً، وهنا يأتي دور الصحافة في الإشارة إلى ما يهم، والبعد كل البعد عن كل ما لا يهم، وهذه هي الحقيقة، لأعود للحديث عن «المدينة»، هذه الصحيفة التي كتبت للإنسان، ودرَّبت وأدَّبت وعلَّمت وتفانت في خدمة الوطن، لأقول لها:
(خاتمة الهمزة)، سوف نبقى معاً، وتبقى علاقتنا بهذه الصحيفة علاقة حب متبادل، وعشق (لا) يمكن أن يكون سوى جُمَل من الودِّ والتقدير؛ في وطن الخير ومملكة الإنسانية.. وهي خاتمتي ودمتم.