* ومشكلة قرود (البابون) في الباحة ليست جديدة، بل هي قديمة قدم وجود هذا الكائن (الجائحة)، الذي اتسعت دائرة الشكوى منه، ومما يسببه من أضرار بيئية على المزارع، والمنازل، والصحة العامة، وعليه فإنني لم أستغرب أن تأتي أصوات من مختلف أنحاء منطقة الباحة كلها (تعيش) ذات المشكلة، بل إن البعض ترك الزراعة لذات السبب، فمن غير المعقول أن يبذل المجهود، وفي النهاية المحصول تأكله القرود؟!
* هذا ولا يخفى أن وجودها يؤثر سلباً على ما تم إنشاؤه من (منتزهات)، فقد طالت بعبثها كل شيء، وما تتركه من (دمار شامل) جدير بأن يوضع أمر الخلاص من هذا (الوباء) أولوية، وإنني على ثقة من أن الجهات المعنية لا تعدم الطرق الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة؛ لأن الاستسلام أو ترك الوضع للحلول الذاتية لا شك أنه سوف يفاقم المشكلة، بل قد ينتج عنه أضرار بيئية أخطر مما هو حاصل اليوم.
* ومما تجدر الإشارة إليه عند تسبيب هذه المشكلة، واتساع دائرة الشكوى منها هو: ترك النفايات في الأودية والمتنزهات، وهو إهمال ملاحظ من شريحة من الناس، يدل على ذلك حال المنتزه قبل وبعد قدومهم، وهي صورة تتكرر بكل أسف، مما يعني أن الجهات المعنية رغم ما تقدمه من جهود إلا أن تلك الجهود تصاب بالعجز ولسان حالها ينطق بمرارة: ولو ألفُ بانٍ خلفهم هادمٌ كفى فكيف ببانٍ خلفه ألفُ هادمِ؟ لنصل إلى أن معالجة مشكلة قرود البابون في الباحة، وإن كانت الجهات المعنية مطالبة باتخاذ الخطوة الأولى وعاجلاً إلا أنها لا يمكن أن تنجح دون أن تعضد بالوعي، والمسؤولية المجتمعية، نحو هدف وصول الجميع إلى أن تكون هذه المعاناة شيئاً من الماضي، وعسى أن يكون ذلك قريباً.. وعلمي وسلامتكم.