الأول هو الخميني الهالك، واحتضنته فرنسا منفياً فيها لسنوات طويلة، ثمّ عاد لإيران بعد سقوط الشاه عام ١٩٧٩م على متن طائرة Air France ليقود نظام المُلالي الإرهابي، وحارب العراق لمُدّة ٨ سنوات، وبعد وفاته وبعد شنق صدّام حسين بإذن من أمريكا وانسحاب هذه الأخيرة من العراق سيطر خليفته خامنئي على العراق وعاث فيه فساداً كما في سوريا ولبنان واليمن، وهذا هو ديدن المُلالي حيثما حلُّوا، أمّا الثاني فهو ياسر الحبيب الذي احتضنته بريطانيا بعد سحب جنسيته الكويتية منه، وأنشأ قناة «فدك» الأكثر تطرّفاً طائفياً في التاريخ، وهي ثرية بفضل التبرّعات السخيّة التي تأتيها من الشيعة حول العالم، وقد انتجت مؤخراً فيلماً عدائياً ضدّ أهل السُنّة اسمته «سيّدة الجنّة» عن المظلومية المزعومة لفاطمة الزهراء رضي الله عنها، بقيمة أكثر من ١٥ مليون دولار.
أمّا بريطانيا فهي تغضّ الطرف حالياً عن الحبيب، رغم أنّ القانون البريطاني يُجرّم بثّ الكراهية بين معتنقي الأديان، وطبّقته بين الكاثوليك والبروتستانت، ومع ذلك لا تُحرّك ساكناً ضدّ الحبيب الذي لا يبثّ الكراهية ضدّ أهل السُنّة فقط بل يعاديهم لدرجة الموت، ويتبجّح صراحةً بهدفه السيطرة على الحرمين الشريفين ونبش قبور أبي بكر الصدّيق وعمر بن الخطّاب وعائشة وحفصة وحرقهم، ورفع ما يُسمّى بالأذان الشيعي من منابر مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة، ألا شاه وجه هذا الخبيث وخسر في الدنيا والآخرة.
وفرنسا وبريطانيا من الدول العظمى، ومن أعضاء مجلس الأمن الدولي الدائمين، ولهما مصالح اقتصادية في الدول العربية التي هي سُنّية في سوادها الأعظم، واحتضانهما للهالك الخميني والمعاصر الحبيب ليست حرية تعبير أو وقفة إنسانية، أو ديموقراطية، فماذا تكون يا تُرى؟ هل هي مؤامرة استخباراتية لضرب الإسلام الحقيقي عبر الانحياز تحت الطاولة لغُلاة الشيعة؟
نبّئوني بعلم، فإنّي من الحائرين.