حين كتبت هذه (الغُصة) عفواً هذه (القصة) -والتي من مرارتها وكبرها لم استطع بلعها فغصصت بها- كنت أعتقد بأن الدهشة ستتملك المتابعين، لكنني وللأمانة أقولها: أنا من أُصبت بالصدمة بمجرد تصفحي لردودهم التي شعرت معها بأن بطل قصتي ربما يكون الأوفر حظاً بينهم!!
(خريج إدارة أعمال وفوقها بكالوريوس تسويق وكانوا يبوني أشتغل خدمة عملاء في محل ورد)!!
مما لا شك فيه أنه سوف يطل علينا من بين هذه السطور من يكذب أو يطعن بصحة هذه الردود معللاً ذلك بأنها صادرة من عالم افتراضي، ومن جهتي وكمواطن محب بل عاشق لتراب وطنه وقيادته، أتمنى أن يكون نفيه صحيحاً، لا بنجاً موضعياً، مع أن كل الشواهد من حولنا تعزز بجلاء صحة هذه الأقاويل حيث إنه لا يكاد يخلو بيت مواطن إلا وبه شابان أو ثلاثة مؤهلون وعاطلون!!
كل الذين حدتهم ظروف الحياة القاهرة، للجوء للبوابة الوطنية للعمل «طاقات»، لمسوا بكل تأكيد الإمكانات والتقنية العالية الموفرة لهم، مقابل المعرفة المتواضعة لدى القائمين عليها في إدارة هذا الملف الحيوي الشائك، والذي يحتاج إلى غربلة واسعة وإعادة هيكلة، لا يمنع معها من الاستغناء عن بعض الوظائف الزائدة والموظفين الروتينيين هناك والذين عجزوا عن مواكبة التطور ليذوقوا مرارة البطالة التي طالما أسهموا بزيادتها وتفشيها!!
من المعلوم أن (الفاغر) هو ذلك الشخص الذي يكون سارح الذهن وفاتح فمه للآخر ولا يبالي بمن هم حوله، وقياساً عليه يمكن وصف هذه الوظائف المتواضعة والتي لا تتناسب مع إمكانيات شبابنا ولا تتماشى أبداً مع التطور الكبير والهائل الذي نعيشه من حولنا بمملكتنا الحبيبة بأنها (وظائف فاغرة) ووظائف بلهاء، لا تسمن ولا تغني من جوع!!.