Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

عارٌ عليك يا أمريكا!!

A A
لا أملك من تعقيب على إعلان الإدارة الأمريكية الحالية إعادة إعفاء إيران من عقوبات فرضتها عليها الإدارة الأمريكية السابقة بِزَعْم أنّ ذلك يساهم في تيسير عدم انتشار الأسلحة النووية في إيران.. إلّا قول: عارٌ عليكِ يا أمريكا، وهذا باللغة العربية، أمّا باللغة الإنجليزية فأقول: Shame on you America!.

وفي الأصل تساوت الإدارتان الأمريكية الحالية والسابقة في عدم الرغبة بالحلّ الجذري لمشكلة تصنيع إيران للقنبلة النووية، فاكتفت السابقة بفرض عقوبات اقتصادية مؤلمة لكنّها لم تكن كافية لردع إيران عن التصنيع، بل زادتها إصراراً على التصنيع، وكأنّ لسان حال تلك الإدارة هو أن يكون لديها مثل مسمار جُحا في المنطقة، تبقى فيها وتعاقب اقتصادياً الدولة التي تُهدّد استقرار المنطقة لكنّها كقوّة عظمى وحيدة وقادرة لا تُخلّص المنطقة من الشرّ الإيراني!.

ومن وجهة نظر شخصية أعتقد أنّ أفضل ما قامت به الإدارة السابقة ويفوق العقوبات الاقتصادية في الفعالية هو التخلّص من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس بصفتهما الأنشط في التخطيط والتنفيذ للعمليات الإرهابية والطائفية التي تُهدّد أمن دول المنطقة.

أمّا الإدارة الحالية، فهي تريد مسمار جحا ولم تنزعه من الجدار، وسامحك الله ورحمك يا جحا، ليتك أخذت مسمارك عنّا وأرحت تراثنا العربي منه للأبد، فالقوم، أي الإدارة الحالية ما زالت مُتيّمة به، وحتّى تبدو أنّها معارِضة لسياسات الإدارة السابقة تلعب دوراً يبدو أكثر مرونة، وفيه من اللين والرفق بعدوّها الإيراني «المُفترض»، ولاحظوا أنّ كلمة المُفترض تقع بين قوسين، وما هو بعدوّ، وما الطرفان بأعداء، ويمكن إطلاق أيّ صفة عليهما باستثناء أنّهما أعداء!.

طيب، ما المحصّلة؟ إنّها للأسف: استمرار إيران في برنامجها النووي الحربي لا السلمي، وفي تصنيع الآلاف من الصواريخ العابرة للمسافات، وتزويد وكلائها بها للاعتداء على من يعارض توسّعها وبسط نفوذها الفارسي، ومقاومة المملكة بعون الله لها بالمرصاد، فلا يلومني أحد إن كرّرتُ قول: عارٌ عليكِ يا أمريكا!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store