والمولات تعجّ بقصص عن التطفيش، وكلّها متشابهة، وتنهل من معين التطفيش ما يساهم في تأخير مهمّة توطين الوظائف، وترسيخ بقاء الأجانب على حساب بنات الوطن اللاتي يملّ الكثيرات منهنّ ولا يستطعن مواجهته بما جُبِلَت عليه الفتاة السعودية من رقّة وبراءة في التعامل ونأي بالنفس عن المشكلات، وقد يُفضّلْن الاستقالة فراراً من التطفيش الذي يكاد ينحدر لمرتبة العنف المهني وأبطاله هم المشرفون الأجانب والشركات التي يسيطرون على وظائفها القيادية!.
فإن سأل سائلٌ عن سبب عدم تقدّم المواطنات بشكوى لوزارة الموارد البشرية عن التطفيش، فسأقول له إنّهنّ محتاجات مالياً، وبعضهنّ أرامل أو مطلّقات وهنّ العائل الوحيد لأُسَرِهِنّ، وقد عثرن على الوظائف بعد جهد خرافي، ويتحمّلْن التطفيش الذي هدفه هو محاولة إثبات بعض الشركات المتهاونة للوزارة بأنّ المواطنات غير كفؤات للوظائف، كي تُوظِّف الأجانب كبديل، ويا قلب لا تحزن!.
ترى «ما يبغالها»، لقد عتا بعض الأجانب كثيراً في شركاتنا، ووظّفوا أقاربهم وأصدقائهم، عيني عينك، وينبغي تقوية شوكة المواطنين والمواطنات وتثبيتهم في الوظائف القيادية، فليس التوطين محصوراً في الوظائف الدُنيا بل في الاثنتيْن معاً، الدُنيا والقيادية، وحان الوقت لمنح الثقة للسعوديين في كلتيهما، كسبيل أفضل للتوطين المثالي الذي طال أمد انتظاره، وليته يتحقّق، قولوا آمين.