Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيلة زين العابدين حماد

مسيرة الوطن عبر ثلاثة قرون.. من التأسيس إلى اليوم (1)

A A
ونحن نحتفل بيوم التأسيس في الثاني والعشرين من فبراير بمرور (295) سنة ميلادية و(304) سنة هجرية على تأسيس الدولة السعودية بقيادة الإمام محمد بن سعود، سوف أصحبكم معي إلى مسيرة وطن، لنتوقف عند المراحل التاريخية التي مرّت بها بلادنا منذ فترة التأسيس الأولى إلى يومنا هذا:

1. مرحلة التأسيس الأولى بقيادة الإمام محمد بن سعود، وتتمثل في الدولة السعودية الأولى، وتبدأ من 1139- 1233هـ/ 1727- 1818م، وعاصمتها الدرعية، ودستورها القرآن الكريم والسنة النبوية.

2. مرحلة التأسيس الثانية تتمثل في الدولة السعودية الثانية، وتبدأ من 1240- 1309هـ/ 1824-1891م) بقيادة الإمام تركي ين عبدالله بن محمد بن سعود.

3. مرحلة التأسيس الكبرى التي بدأت منذ عام 1319هـ/ 1902م حتى الآن بقيادة الملك عبدالعزيز، الذي أسس الدولة السعودية الثالثة، وتمكّن من توحيدها يوم 22 ذي الحجة 1351هـ/ 23 سبتمبر 1932م؛ وأصبح هذا التاريخ هو اليوم الوطني للمملكة، وقد أسهم الملك عبدالعزيز في تأسيس جامعة الدول العربية.

هذا وقد شهدت المملكة مرحلتي تأسيس أُخرييْن بعد مرحلة التأسيس الكبرى:

أولاهما: عهد الملك فيصل -رحمه الله- 1964-1975م؛ إذ يُعتبر هو المؤسس للنهضة الاقتصادية والمالية والصناعية والزراعية والتعليمية التي شهدتها المملكة فترة حكمه، كما امتدت شبكات الطرق الحديثة، والمشاريع الزراعية والري والصرف والسدود ومشروع الرمال في الأحساء، وقد زادت مساحات الأراضي الزراعية بشكل كبير، ممّا شجع على البحث عن مصادر المياه، وتأسست في عهده المؤسسة العامة للبترول والمعادن، كما اهتم بالنهضة العلمية، وبتعليم البنات والابتعاث للخارج، ولا ننسى أنّ الملك سعود -رحمه الله- أمر بفتح مدارس للبنات، كما اقترح إنشاء منظمة العالم الإسلامي، وأسهم في تأسيسها.

ثانيهما: الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي تولى الحكم في 3/4/1336هـ - 23/1/2015م بعد وفاة أخيه الملك عبدالله -رحمه الله-، ويُعتبر الملك سلمان مؤسس المملكة الجديدة من خلال رؤية 2030، وعرَّابها ولي عهده الأمير محمد بن سلمان؛ إذ شهدت المملكة الجديدة منذ توليه؛ نقلات نوعية في كل المجالات، منها:

أولًا: على الصعيد الدولي: أطلقت المملكة مبادرات نوعية أبرزها قمة (مبادرة الشرق الأوسط الأخضر) لتنسيق الجهود الدولية لحماية البيئة، ومواجهة التغير المناخي.. كما استضافت المملكة قمة مجموعة العشرين الخامسة عشرة المنعقدة 2020، وكانت قمة ناجحة بكل المقاييس، وقد انضمّت المملكة إلى هذه المجموعة 2008 في عهد الملك عبدالله -رحمه الله-، لما للمملكة من أهمية اقتصادية محورية في الاقتصاد العالمي، حيث تعد من أكبر الدول المصدرة للنفط عالمياً، وهي الدولة الوحيدة التي يمكنها أن تقوم بسد العجز في الطاقة الذي تعاني منه أية دولة في العالم، وقد شاركت المملكة في اجتماعات المجموعة للمرة الأولى في 20 نوفمبر 2008 برئاسة الملك عبدالله -رحمه الله-.

ثانيًا: على الصعيد المحلي:

1. تم إطلاق الإستراتيجية الوطنية للاستثمار الهادفة لضخ استثمارات بنحو 12 تريليون ريال في الاقتصاد المحلي.

2. تم إطلاق إستراتيجيات وخطط لتطوير عدد من المناطق باستثمارات مليارية ضمن سعي الحكومة لتحقيق التنمية الشاملة في جميع مناطق المملكة بما يعود بالنفع على المواطنين؛ إذ تتواصل الإنجازات في إطار نهضة شاملة يقودها الملك سلمان وينفذها ولي عهده الأمير محمد، الذي بث روح الشباب في أوصال الدولة بأفكاره ومبادراته وسياساته، وقاد المملكة إلى ما بات يُعرف بـ»السعودية الجديدة»، التي تعد رؤية 2030 خارطة طريق لنهضتها، ويأتي في مقدمتها الإستراتيجية الوطنية للاستثمار؛ وستسهم في نمو الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره، الأمر الذي سيحقق العديد من أهداف الرؤية، بما في ذلك رفع إسهام القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65%، وتعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر، لتصل إسهاماته إلى 5.7% من الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي، وتخفيض معدل البطالة إلى 7%، وستتقدَّم المملكة إلى أحد المراكز العشرة الأوائل في مؤشر التنافسية العالمي بحلول 2030، وسيتم ضخ استثمارات تفوق 12 تريليون ريال في الاقتصاد المحلي حتى 2030، تحت مظلة الإستراتيجية الوطنية، التي تهدف إلى رفع صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 388 مليار ريال سنويًا، وزيادة الاستثمار المحلي ليصل لحوالى 1.7 تريليون ريال سنويًا بحلول 2030، وبتحقيق هذه المستهدفات، من المتوقع ارتفاع نسبة الاستثمار إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة من 22% عام 2019 إلى 30% عام 2030، الأمر الذي سيسهم في نمو الاقتصاد السعودي ليصبح من أكبر 15 اقتصادًا على مستوى العالم، ونجحت المملكة في مضاعفة أصول صندوق الاستثمارات العامة لتصل إلى نحو 1.5 تريليون ريال في 2020م بعد أن كانت لا تتجاوز 570 مليار في 2015.. للحديث صلة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store